سياسة

فنلندا ودبلوماسية كاسحات الجليد

 

 

في سياق الحراك الدبلوماسي الفنلندي دوليا صرح مؤخرا الرئيس ساولي نينستو وهو احد اهم ركائز السياسة الخارجية للبلاد بان العلاقات والنشاط الدبلوماسي شهد تغيرا واضحا خلال الفترة الأخيرة بين فنلندا وبين مختلف الأطراف الدولية.. حيث أصبحت ملفات مثل كاسحات الجليد، خدمات الجيل الخامس لنوكيا وقوات حفظ السلام الفنلندية أوراقا مهمة على طاولة الحوار.

 

ان السباق مع الصين دفع أمريكا وبقية اطراف المعسكرالغربي الى دعم شركتي نوكيا واريكسون بشكل واضح، وهناك حديث عن محاولة شراء الشركتين او احداهما من قبل أمريكا.. القصة تتعلق بالامن وليس بسباق التكنلوجيا فحسب لذلك تأخذ أهميتها كملف سياسي وليس اقتصادي فقط، والدولة الفنلندية تملك اسهما في نوكيا. بالنسبة لقوات حفظ السلام الفنلندية فانها منتشرة بمناطق عديدة من العالم وتنشط منذ الخمسينات من القرن الماضي بالتنسيق مع الأمم المتحدة حتى أصبحت تجيد أداء هذا الدور بشكل مميز.

 

الملف الثالث أيضا لا يقل أهمية اقتصاديا وسياسيا باعتباره أداة جديدة مهمة من أدوات التفاوض على طاولة الحوار مع الكبار.. اذ ان فنلندا هي افضل بلدان العالم المصنعة لكاسحات الجليد، اذ يوجد حاليا 130 كاسحة جليد في العالم اكثر من ستين بالمائة من هذا العدد صنع في فنلندا. يمثل مجال صناعة كاسحات الجليد تجربة فنلندية رائدة عالميا.

 

 

في مجال المنافسة على الطاقة هناك صراع محتدم بين روسيا والصين من جهة وامريكا من جهة أخرى على التواجد في القطب الشمالي وهذا ما يتطلب توفر كاسحات جليد بعدد كافي، لكن أمريكا لا تملك ما يكفي لاداء تلك المهمة من هنا يناقش الكونغرس بين الحين والأخر استئجار او شراء كاسحات جليد من فنلندا بهدف سد الفجوة مع الدب الروسي.

 

دائما ما تحاول فنلندا وهي بلد صغير توفير أوراق تفاوض مميزة وتعزيز خيارات المفاوض الفنلندي بمزيد من أوراق القوة لكي تدير مصالحها بشكل افضل.. وهذا ما جعلها دولة لها حظوة عالمية بالاقتصاد والسياسة اكثر بكثير من حجمها الجغرافي او عدد نفوسها.

 

جمال الخرسان

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى