سياسة

فنلندا تتراس مؤتمر “برلمان القطب الشمالي” في مدينة “ايناري” شمال البلاد

 

 

ابتداءا من اليوم 17 أيلول وعلى مدار ثلاثة أيام تتراس فنلندا مؤتمر “برلمان القطب الشمالي” في مدينة “ايناري” الواقعة شمال فنلندا بمشاركة البلدان الأعضاء في البرلمان وهي: فنلندا، السويد، الدنمارك، ايسلندا، النروج، أمريكا، روسيا وكندا.

المؤتمر الذي يعقد بمبنى “سايوس” وهو برلمان اقلية السامة في بلدان الشمال، واحد اهم مراكزهم الثقافية يحضره خمسون نائبا من مختلف بلدان الدائرة القطبية. فنلندا تتراس ذلك البرلمان كل 18 عاما حيث تنتقل الرئاسة بشكل دوري كل سنتين.

لقد اجتمع برلمان بلدان القطب الشمالي لأول مرة عام 1993 تزامنا مع المفاوضات التي كانت تهدف لتاسيس مجلس بلدان القطب الشمالي. وبمجرد تشكيل المجلس عام 1996 بعضوية بلدان الدائرة القطبية الثمانية تم تفعيل برلمان مجلس بلدان القطب الشمالي.

في العقود الاخيرة بدت منطقة القطب الشمالي محط أنظار العديد من بلدان العالم، سواء تلك التي تقع ضمن الدائرة القطبية او حتى البعيدة تماما كما هو الحال مع الصين. وبعد اكتشاف مزيد من احتياطات ثروات الطاقة هناك حيث تقدر الثروة النفطية بحوالي تسعين مليار برميل، اما الثروة الغازية فتقدر بحوالي خمسين مليار متر مكعب وهو ما يوازي ثلث حجم الاحتياط العالمي، بالإضافة الى زيادة استخدام الممرات الملاحية خصوصا في فصل الصيف لذلك اخذ الاهتمام الدولي يتزايد بشكل ملحوظ في منطقة القطب الشمالي، ومن اجل تنظيم ذلك السباق المحموم حول الدائرة القطبية، ومعالجة الانعكاسات السلبية حول البيئة تم تأسيس برلمان القطب الشمالي ومجلس بلدان القطب الشمالي.

لقد اختار البرلمان مدينة ايناري التي تمثل الثقل الأكبر لاقلية السامة ليس في فنلندا فقط بل في جميع بلدان المنطقة، فبالاضافة الى احتضانها لمبنى برلمان السامة فهي أيضا تحتضن اكبر متاحف تلك الأقلية في عموم المنطقة وهو متحف “سيدا”.

وبالمجمل العام فان تجربة التفاهم حول تنظيم النشاط في الدائرة القطبية وبعد مرور قرابة العقدين من الزمن على تأسيسها كانت تجربة ناجحة الى حد ما، اذ استطاعت البلدان الثمانية تنظيم العلاقات فيما بينها في منطقة لا زالت مثارا للجدل في حسابات المشرّع الدولي.

 

جمال الخرسان

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى