مواقف فنلندية مزعجة لروسيا على غير العادة
بعد الحرب العالمية الثانية تاسس تقليد في فنلندا بعدم استفزاز روسيا (او الاتحاد السوفيتي) والإصرار فقط على الاحتفاظ بهوية غربية لفنلندا مهما كان الثمن.. تفهمت روسيا ذلك الموقف وحرص الفنلنديون على تطوير سياسة الحياد باعتبارها ركيزة مرتبطة بالامن الاستراتيجي لبلد يقع بين فكي كماشة المعسكرين الشرقي والغربي.
بعد العام 2014 أي بعد استحواذ روسيا على جزيرة القرم.. ارتفعت حدة الانتقاد لروسيا من قبل المسؤولين الفنلنديين واصبح الحديث عن ذلك بجرأة اكبر لكن في جميع الحالات بقي ضمن سياق التصريحات الحذرة وغير المندفعة. في هذا السياق أيضا يمكن الإشارة الى المناورات التي حصلت في فنلندا عام 2016 بالتعاون مع حلف الناتو وبمشاركة قطعات عسكرية أمريكية في مناطق لا تبعد كثيرا عن الحدود الروسية واثار في وقتها الموضوع ضجة كبيرة واعتبر خطوة مندفعة جدا من قبل حكومة سيبيلا آنذاك خصوصا من قبل وزير الدفاع نينستو الذي كان ينتمي لحزب الفنلنديين الحقيقيين (مجموعة تيمو سويني). اعقب ذلك مجموعة من ردود الأفعال الروسية منها خرق للأجواء الفنلندية وأيضا عمليات تشويش على الطيران شمال البلاد.
في سياق ردود الفعل الفنلندية غير المعتادة من بلد يلتزم الحياد العسكري وينتمي عمليا للمعسكر الغربي اتخذت فنلندا موقفين مستفزين لروسيا، الموقف الأول تصريحات متشددة خصوصا تصريح رئيسة الوزراء التي طالبت بقوة باطلاق سراح المعارض الروسي نافالني، وأيضا الترحيب السياسي الفنلندي الكبير لنقل بطولة كاس العالم للهوكي التي كان من المفترض ان تقام ربيع العام الجاري في روسيا البيضاء وكان للاتحاد الفنلندي للهوكي راي حاسم في ذلك… ومن المعلوم ان روسيا البيضاء منطقة نفوذ كبيرة لروسيا، الموقفان مجتمعين في يوم واحد يمثلا خطوة مستفزة لبوتين حتى وان كان لهذا الأخير علاقة مميزة مع الرئيس الفنلندي نينستو إضافة الى العلاقة المميزة لجميع الرؤساء الفنلنديين مع رؤساء روسيا. وربما نشهد قريبا ردة فعل روسية هنا او هناك تعبيرا عن مستوى الامتعاض.
جمال الخرسان