جولة في القصر الجمهوري الفنلندي

للرئيس الفنلندي ثلاث مقرات رئاسية جميعها يقع جنوب البلاد، احدها قصر Kultaranta الواقع في مدينة Naantali وهو بمثابة مقر صيفي لعمل الرئيس والذي بني عام 1916، اما ثاني القصور هو Mäntyniemi الواقع في هلسنكي والذي افتتح عام 1993. اما ثالث القصور وابرزها فهو القصر الجمهوري الرئيسي Presidenttilinna المطل على ميناء هلسنكي بلونه الاصفر وطلته الجميلة.
تعود بدايات هذا القصر الى عام 1820 حينما بناه احد التجار ليكون مسكنا له في جزء منه اما جزئه الآخر فهو عبارة عن محلات تجارية ومخازن وما شابه. وفي العام 1837 اي في فترة الاحتلال الروسي اشترته السلطات آنذاك ليتخذ مقرا للسلطة بعد اجراء الترميم عليه وتوسيعه. وفي الحرب العالمية الاولى استخدم ايضا كمستشفى عسكري للجنود الروس، بعد الحرب الاهلية في فنلندا عام 1918 اصبح وزارة للخارجية. لكنه منذ عام 1921 جهز واعد ليكون قصرا جمهوريا لرئيس الجمهورية بمساحة تصل الى ثلاثة آلاف متر مربع. يحتوي القصر على قاعات كبيرة ومتعددة الاستخدام، من بينها قاعة الاتريوم التي تحتوي على تماثيل نصفية لجميع رؤساء فنلندا السابقين، كذلك قاعة الدولة وهي قاعة واسعة جدا انيقة ويظهر فيها جليا الطلاء الذهبي الذي يزين اعمدتها المزخرفة بنقوش شرقية وغربية، وعلى يسارها قاعة الطعام مستطيلة الشكل بموازاة قاعة الدولة لكنها اقل مساحة، قاعة المرآة الفاخرة جدا اضافة لذلك فهناك القاعة الصفراء التي يستضيف فيها الرئيس ضيوفه الدبلوماسيين وتقام فيها لقاءات الرئيس مع وسائل الاعلام ، القاعة الحمراء، الزرقاء، مكتب رئيس الجمهورية الذي يعود اثاثه الى عام 1940، قاعة استقبال الضيوف وغيرها من المرافق الانيقة جدا للمبنى التي تزيّن جدرانها لوحات واعمال فنية تعود بمعظمها للقرن التاسع عشر وتعد بمثابة كنوز فنية نادرة.
في هذا القصر يقام احتفال فنلندي سنوي ينتظره الفنلنديون بشغف ويحرصون على متابعته عبر وسائل الاعلام اذ يبث على الهواء مباشرة وذلك حينما تقوم الرئيسة باستقبال ضيوف من جميع انحاء فنلندا من مشاهير وكفاءات، رياضيين وناشطين من مختلف شرائح المجتمع الفنلندي اضافة لحضور دبلوماسي من سفراء وقائمين بالأعمال بمناسبة عيد الاستقلال في السادس من كانون الاول من كل عام ويستمر الاحتفال لأكثر من خمس ساعات.
القصر مطل على ميناء هلسنكي، امام يمر طريق عام للسيارات، وبقربه ايضا سوق شعبي يرتاده الناس من الصباح حتى الظهر. يتبضع الناس من هناك، وبعضهم يفضل احتساء القهوة في ذلك المكان الجميل، فمرة تنساب نظراته مع زرقة المياه وبطولات النوارس، ومرة يلتفت الى اطلالة القصر الجمهوري. في الثاني من نيسان عام 2011 فتحت ابواب القصر الجمهوري الفنلندي امام الجمهور للمرة الثانية في تاريخ فنلندا حيث كانت المرة الاولى في الثاني عشر من كانون الاول عام 2009 حينما احتفلت فنلندا بمناسبة مرور 90 عاما على بداية عهد الجمهورية الذي بدأ عام 1919. اي بعد سنتين من الاستقلال عن روسيا، وابتداءا من العام 2011 اصبح هناك يوم سنوي مفتوح لعامة الناس بإمكانهم التجوال في القصر الجمهوري الفنلندي.
جمال الخرسان