سياسة

ماريا باكلا ترصد مشكلة الصحراء الغربية عبر موقع المعهد الفنلندي للشرق الاوسط

الباحثة المغربية مارية باكلا كتبت مقالا في موقع المعهد الفنلندي للشرق الأوسط، رصدت من خلاله التطورات الأخيرة في المغرب والموقف الأمريكي من ذلك.. ادناه اهم ما جاء فيه:

ـ يوم العاشر من كانون الأول الجاري أعلن الرئيس الأمريكي مغربية الصحراء الغربية وان هناك تطبيعا للعلاقات المغربية الإسرائيلية.. بذات الوقت تواصل الملك المغربي باتصال هاتفي مع السلطة الفلسطينية لتؤكد دعم المغرب للقضية الفلسطينية وانه يسعى لتحقيق حل الدولتين.

ـ تلك التطورات جاءت بعد ان عادت للواجهة من جديد في تشرين الأول الماضي ازمة الصحراء الغربية، وذلك بعد ان قامت جبهة البوليساريو بقطع الطريق بين المغرب وموريتانيا، دعت الأمم المتحدة لعدم قطع الطرق التجارية.. بعد عدة أيام تدخل المغرب وأعاد فتح الطريق الدولية.. من جهتها فان جبهة البوليساريو اعتبرت ذلك انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار.

ـ اعادت الكاتبة تسليط الضوء على الصراع حول الصحراء الغربية منذ ستينات القرن الماضي.. ومراجعة أيضا للتاريخ السياسي المغربي في ظل الاستعمار وصراع القوى الدولية.. مع الإشارة الى ان المغرب اخذ يستعيد أراضيه تباعا بشكل تدريجي لكن بعضها لازالت تحت سيطرة الاخرين. وحينما تفجرت ثورات عربية ضد الملكية فشلت في المغرب.. اليساريون في المغرب طمحوا إلى إسقاط الملكية لكن دون جدوى.

ـ في خضم التطورات السياسية تأسست حركة سياسية في منطقة الصحراء تسمى اختصارا بحركة البوليساريو وحصلت على دعم من بلدان مختلفة مثل ليبيا والجزائر وحتى كوبا. وتوقفت بشكل خاص مع راي لاحد قيادات الحركة يؤكد فيها ان الحركة لم تكن لتولد أصلا لو لا أخطاء السياسة المغربية ذلك أن نشطاء البوليساريو كانوا قد طلبوا من رؤساء الأحزاب المغربية تسليحهم لكي يحرروا المناطق الصحراوية من الاستعمار الإسباني ولكن أولئك السياسيين لم يتعاملوا مع أولئك الشباب بجدية.

المغرب يعتبر الصحراء مغربية لأنها كانت مرتبطة به ثقافيا ودينيا وسياسيا حيث أن قبائل المنطقة كانت تبايع السلطان أو الملك المغربي. والبيعة هي أمرٌ لايزال ذا أهمية قصوى في المغرب حيث تجري مراسيم البيعة مرة كل عامٍ في القصر الملكي. وتشارك في هذا الحفل القبائل الصحراوية كذلك.

ـ فيما يخص الجزائر والمغرب فان العلاقة بينهما سيئة ليس فقط بسبب ازمة الصحراء الغربية وإنما لخلافات تاريخية أدخلت البلدين في حرب تسمى حرب الرمال من بين عدة خلافات. فخلال الحرب الباردة كانت الجزائر تميل إلى الاتحاد السوفياتي فيما كان المغرب يميل إلى المعسكر الغربي. وعندما خرج الملك المغربي الراحل الحسن الثاني ب350 ألف مغربي إلى الصحراء في ما يسمى بالمسيرة الخضراء، انتقمت الجزائر من المغاربة الذين كانوا يعيشون في الجزائر لعشرات السنين بحيث جمعت مئات الآلاف منهم ورمت بهم على الحدود المغربية بعد أن جردتهم من ممتلكاتهم ومن أفراد عائلاتهم الجزائريين.

تقول الباحثة إن الموقف الجزائري من الصحراء لم يبق ثابتا بل إن الرئيس الجزائري كان قد اقترح تقسيم الصحراء الغربية بين الدولتين مثلا.

ـ بين الصحراويين أنفسهم هناك انقسام واضح، الشباب يسعون للاستقلال والكبار يعبرون عن ولائهم للملك والبقاء مع المغرب. يتوزع الصحراويون اليوم بين المغرب، الجزائر وموريتانيا. شغل الصحراويون في المغرب مناصب مهمة تتطرق الكاتبة بالتفصيل لبعضها. مثلا وزير الصحة السابق السيد بيد الله له أخٌ يشغل وظيفة مدير الاستخبارات في البوليساريو.

ـ فنلندا من جهتها تدعم مبدا تقرير المصير فيما يخص الصحراء الغربية. تشير أيضا الى موقف بعض الكتاب الصحراويين ممن يعيشون في فنلندا الى ان المغرب يتمسك بالصحراء لكي يستغل ثرواتها. وتقول مارية باكلا إن هذا غير صحيح لأن المغرب ينفق على المنطقة أكثر مما ينفق على أي منطقة أخرى ولأن مداخيل المنطقة لا تشكل إلا 1%… تحاول الكاتبة التطرق الى معطيات أخرى تثبت العكس وان الصحراء الغربية من حيث الجدوى الاقتصادية هي عبء على المغرب.

ـ تختم الكاتبة ماريا باكلا مقالها بتصريحات لمسؤولين جزائرين وصحراويين يلوحون بان حالة من عدم الاستقرار بانتظار المنطقة وان الخيار المسلح خيار قائم وراجح. وتقول إن النزاع على الصحراء دخل مرحلة جديدة ومن يدري هل ستؤدي هذه المرحلة إلى حله أم إلى تفاقمه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى