وزير الخارجية هافيستو.. حزب الخضر.. وتداعيات ازمة مخيم الهول
اخطا زعيم الديمقراطي الاشتراكي ورئيس الوزراء انتي رينه قبل عام بخصوص عدم الوضوح فيما يخص ازمة البريد ودفع الثمن غاليا حيث اجبر على الاستقالة بضغط من المعارضة واستجابة لذلك الضغط من قبل الوسط، هذا الأخير وقع بذات الفخ… اخطات زعيمته بخصوص شركة استشارية فدفعت الثمن غاليا جدا حيث خسرت وزارة المالية (ونائبة رئيسة الوزراء) وخسرت رئاسة الحزب بعد حوالي عام على تراسها، ثم جاء الدور على قيادي كبير من الخضر ووزير للخارجية هافيستو حيث اخطا بالتعامل مع ملف الهول لكنه لم يستقل ووجد حزب الخضر واقفا معه بقوة رغم صعوبة الموقف وكان يلوح بشكل او باخر من بعيد بالاستقالة من الحكومة فيما لو تم التخلي عن هافيستو… ذلك الموقف لم يعلن بشكل واضح لوسائل الاعلام لكن حديث الوسط وموقفه بعد التصويت لصالح هافيستو في البرلمان كان يشير بوضوح لذلك الاتجاه.
ان المتابع للشان السياسي الفنلندي خلال السنوات الأخيرة يتفهم كثيرا الموقف الصلب لحزب الخضر تجاه هافيستو.. هذا الأخير ابرز مرشحي الحزب في المواسم الانتخابية الماضية لرئاسة الجمهورية وحصل على نتيجة تاريخية للحزب عام 2012 وخاض مع نينستو جولة انتخابات رئاسية ثانية، ناهيك عن ذلك فان حزب الخضر مر بظرف سياسي سيء جدا وتراجع رهيب خريف العام 2018 وكان جمهور الخضر وكوادر توسلوا كثيرا لكي يعود هافيستو من اجل قيادة الحزب وبشكل استثنائي لموسم الانتخابات فقط وهذا ما حصل فاعاد الحزب لسكة الانتصارات من جديد ثم ترك القيادة للجيل الشاب… الحزب يريد ان يفعل كل شيء لكي يرد الجميل ولن يتخلى عنه من اجل الحكومة وحتى لو حصل ذلك فان الحزب يقاتل للحظة الأخيرة. إضافة لجميع ما تقدم فان خروج هافيستو خاسرا من هذه الحكومة يؤثر كثيرا على موقفه شخصيا وموقف الحزب في انتخابات رئاسة الجمهورية في فنلندا عام 2024 وهذه قضية مهمة جدا.. هنا تعرف المعارضة انها ان نجحت بدفع هافيستو للاستقالة فانها ساهمت بتقليل حظوظه في الانتخابات المقبلة وربما حزب الوسط يعي هذه النقطة جيدا بل حتى بقية المنافسين في الحكومة.. حتى وان استمر لكن لا باس تتاثر شعبيته في اطار المنافسة الانتخابية ان ذلك مطلب من صالح جميع المنافسين بشكل او باخر.
جمال الخرسان