يمثل قطاع صناعة الغابات والورق في فنلندا احد اكثر القطاعات فعالية من حيث النشاط الاقتصادي وله تاثير واضح جدا على الاقتصاد الفنلندي، تمثل مصالح الشركات الأهم في هذا المجال رابطة ” Metsäteollisuus ry”، والتي تضم اكثر من سبعين شركة. جرت العادة في ثقافة العمل الفنلندية ان تجري الجهات الممثلة لمصالح الشركات ورجال الاعمال مفاوضات مع الجهات الممثلة للعمال وهي النقابات حول ظروف عقد العمل والشروط والمميزات التي تختلف بين حين واخر وفقا للمتغيرات الاقتصادية. يخوض الممثلون لكل مجال بين الشركات والنقابات سلسلة من المفاوضات ويتم التوصل لنتائج حينها يطبق على الجميع. ما حصل ان رابطة صناعة الغابات قررت اليوم عدم خوض ان مفاوضات جماعية بخصوص عقود العمل مع اتحاد الصناعات الورقية الممثل لمصالح العمال، وترك المفاوضات للشركات والمصانع نفسها تخوض مفاوضات بشكل مباشر وتتفاهم بناءا على وضعها الاقتصادية وقدرتها التفاوضية، المبرر المعلن هو ان كل شركة تختلف قدرتها الاقتصادية عن الشركة الأخرى وبالنتيجة لابد من مساحة اكبر للشركات. من جهة أخرى فان نقابات العمال تعتبر ذلك محاولة لاضعاف دور النقابات والعمال عموما. وهناك من اعتبر القرار متاتي من قناعات سياسية منحازة للمعارضة. وهو في الحقيقة سجال سياسي بنكهة اقتصادية، فكما حاولت نقابات العمال لي ذراع حكومة سيبيلا وهي حكومة الأغنياء ورجال الاعمال عبر جملة من الخطوات والاضرابات.. هنا ربما تقوم الشركات بدور مماثل تجاه حكومة يغلب عليها الطابع اليساري ويتم توظيف البعد الاقتصادي خصوصا روابط الشركات في عرقلة عمل الحكومة. خصوصا وان ما حصل في قطاع الغابات يمكن ان يتكرر في قطاعات أخرى. لابد من التذكير ان قرار رابطة الغابات سوف يكون فاعلا عام 2021 بعد نهاية التفاهمات السابقة.
جمال الخرسان
