كوخ “اليانور روزفلت” في قرية بابا نوئيل بمدينة روفانيمي
زيارة وزير الخارجية الأمريكي بومبيو الى مدينة روفانيمي الواقعة شمال فنلندا والتي جاءت بهدف المشاركة في مؤتمر وزراء خارجية مجلس بلدان القطب الشمالي اعادت تسليط الضوء من جديد على قصة كوخ خشبي في قرية بابا نوئيل الواقعة اطراف مدينة روفانيمي والذي يعود بناؤه للخمسينات من القرن الماضي، حينما كانت منطقة شمال فنلندا آنذاك خارجة للتو من تبعات الحرب العالمية الثانية وخصوصا التدمير الممنهج الذي خلفه الجيش الألماني المتواجد على الأراضي الفنلندية والذي كان كلما انسحب من مدينة دمرها بالكامل.
بعد سنوات من نهاية الحرب ارادت الناشطة السياسية آنذاك ارملة الرئيس الأمريكي “المتوفي عام 1945” رزفلت ان تقوم بزيارة الى شمال فنلندا من اجل الاطلاع على اثار الدمار التي خلفتها الحرب. الزيارة التي جاءت بالتنسيق مع برنامج للأمم المتحدة من اجل دعم المناطق المتضررة من الحروب كانت مفاجئة الى حد ما. واعتزازا بمكانة الضيف اقترح بعض الناشطين انشاء كوخ خشبي في منطقة مرور خط الدائرة القطبية. تم تصميم الكوخ على عجل وبني الكوخ بفترة أسبوع تقريبا حيث اكتمل في 11 أيار عام 1950.
قبل بناء الكوخ لم يكن هناك ما يشير الى أهمية ذلك المكان سوى لافتة كتب عليها خط الدائرة القطبية، لكن بعد بناء الكوخ تحولت شيئا فشيئا الى مشروع سياحي كبير اطلق عليه اسم “قرية بابا نويل” هذه القرية التي تعتبر احد اهم معالم المدينة، تضم مكتب بابا نؤيل، هناك يستقبل مئات الزائرين يوميا ويتبادلون معه الهدايا والصور التذكارية، في القرية هناك حديقة لغزلان الرنّة بإمكان السائح التجوال فيها وتقديم الطعام لتلك الحيوانات، هناك متجر يخص كل ما يتعلق بأسطورة بابا نؤيل، هناك حديقة خاصة لكلاب “الهوسكي” الشهيرة، في القرية معالم سياحية مختلفة اخذت من بيئة المكان وابعاد الاسطورة التي يصر الفنلنديون على انها اسطورة فنلندية. تزامنا مع إستذكار قصة بناء كوخ روزفلت احتفى الامريكيون والفنلنديون على حد سواء بذكرى مرور 100 عاما على بداية العلاقات الدبلوماسية بين فنلندا وامريكا، حيث اعترفت امريكا بفنلندا في 7 ايار 1919.
جمال الخرسان
ــــــــــــ
الصورة عن وسائل الاعلام الفنلندية