مصير عشرين الف فنلنديا قضوا في حملات التطهير الاستالينية الى الواجهة
نهاية الأسبوع الماضي نشرت صحيفة هلسنكي صانومات مقالة للكاتب “اونتو هامالاينن” طالب من خلالها الجهات الرسمية وغير الرسمية الفنلندية التعرف بشكل دقيق على مصير عشرين الف فنلنديا يعتقد انهم قضوا في معتقلات ستالين، بعضهم اعدم مباشرة وبعضها توفي بسبب معاناة السجون في اطار حملات التطهير التي شنها ستالين في الثلاثينات من القرن الماضي والتي شملت ملايينا ممن يسكنون في الاتحاد السوفيتي. تلك الوقفة كانت فرصة لوسائل الاعلام الأخرى لكي تطالب بمراجعة ذلك الملف بشكل مفصل والتساؤل فيما اذا كانت هناك إمكانية لان تقوم الجهات الرسمية الفنلندية وخصوصا الأرشيف الوطني الفنلندي بالتعاون رسميا مع السلطات الروسية لانجاز دراسة وبحث ميداني يهدف الى التعرف على مصير القضايا. هناك تقديرات تشير الى ان اعدادهم ربما تتجاوز ضحايا الحرب الاهلية الفنلندية.
ومن المعروف ان آلاف الفنلنديين انتقلوا الى الاتحاد السوفيتي بعيد الحرب الاهلية الفنلندية، بعضهم ذهب الى هناك بدوافع الاعتزاز بالدولة الشيوعية، بعضهم جاء الى الاتحاد السوفيتي من مهجره في القارة الامريكية ليستقر هناك، بعض المهاجرين ذهب لدوافع العمل.
في ذات الاطار فقد سبق للفنلنديين ان تعاونوا مع الجانب الألماني من اجل معرفة مصير فنلنديين اخرين قضوا في المعتقلات الألمانية فترة حكم هتلر، ذهبوا الى هناك للاشتراك في منظمات نازية فاعلة.
ان أهمية معرفة مصير تلك المجموعات البشرية لا يتاتى فقط من مسؤولية الدولة بمعرفة مصير رعاياها بل مضافا الى ذلك فان نشاطا من هذا النوع يمثل خطوة مهمة في توضيح الوقائع التاريخية ومراجعة تفاصيل تلك الحقبة المثيرة للجدل في تاريخ فنلندا ومنطقة البلطيق عموما.
جمال الخرسان