متابعات

سياسات ترامب تنعكس في مؤتمر مجلس بلدان القطب الشمالي ولقاء وزيري خارجية روسيا وامريكا يخطف الأضواء

 

 

على مدار ثلاثة أيام عقد في مدينة روفانيمي الواقعة شمال فنلندا مؤتمر وزراء خارجية مجلس بلدان القطب الشمالي الذي يضم جميع بلدان الدائرة القطبية (فنلندا، السويد، الدنمارك، ايسلندا، النروج، أمريكا، روسيا وكندا). المؤتمر يهدف الى تعزيز التعاون بين بلدان المجلس في منطقة تضم خزينا هائلا من احتياطات الطاقة وتمثل ممرا دوليا للنقل.

المؤتمر يمثل ختاما لرئاسة فنلندا مجلس بلدان الدائرة القطبية وتتحول الرئاسة الى ايسلندا، لكن الذي خطف الأضواء في المؤتمر قبل كل شيء هو حضور وزيري خارجية أمريكا وروسيا والمحادثات الثنائية التي دارت بينهما والتي تناولت العديد من قضايا الشرق الأوسط إضافة الى ملف فينزولا، المؤتمر شهد أيضا هجوما غير مسبوق شنه وزير الخارجية الأمريكي على الصين، اذ اكد بومبيو في تصريحات لوسائل الاعلام: “ان الصين رغم انها ليست من بلدان الدائرة القطبية، وانها انضمت للمجلس بصفة مراقب الا ان النشاط الصيني العسكري يتزايد في القطب الشمالي، كما انها تريد نشاطا تجاريا من جانب واحد”. بومبيو انتقد أيضا تزايد النشاط العسكري الروسي في منطقة القطب الشمالي. أمريكا حاولت قدر المستطاع تقليل توصيات المؤتمر بخصوص ملف المناخ انسجاما مع سياسة ترامب التي تتنصل عن أي التزامات دولية من هذا النوع، الموقف الأمريكي أدى الى عدم تمرير “اعلان روفانيمي” وهو بمثابة مشروع متكامل بسقف كبير من الالتزامات فيما يتعلق بالمناخ حاولت فنلندا تمريره فترة رئاستها للمجلس.

في العقود الاخيرة بدت منطقة القطب الشمالي محط أنظار العديد من بلدان العالم، سواء تلك التي تقع ضمن الدائرة القطبية او حتى البعيدة تماما كما هو الحال مع الصين. وبعد اكتشاف مزيد من احتياطات ثروات الطاقة هناك حيث تقدر الثروة النفطية بحوالي تسعين مليار برميل، اما الثروة الغازية فتقدر بحوالي خمسين مليار متر مكعب وهو ما يوازي ثلث حجم الاحتياط العالمي، بالإضافة الى زيادة استخدام الممرات الملاحية خصوصا في فصل الصيف لذلك اخذ الاهتمام الدولي يتزايد بشكل ملحوظ في منطقة القطب الشمالي، ومن اجل تنظيم ذلك السباق المحموم حول الدائرة القطبية، ومعالجة الانعكاسات السلبية حول البيئة تم تأسيس برلمان القطب الشمالي ومجلس بلدان القطب الشمالي عام 1996 في مدينة “اوتاوا” الكندية. المقر الرئيسي للمجلس يقع في مدينة “ترومسو” بشمال النروج، اما رئاسة ذلك المجلس فتستمر لسنتين يتولاها احد الاعضاء بشكل دوري.

وبالمجمل العام فان تجربة مجلس بلدان الدائرة القطبية وبعد مرور قرابة العقدين من الزمن على تأسيسه كانت تجربة ناجحة الى حد ما، لقد استطاع المجلس ان ينظم العلاقة بين البلدان الكبيرة والصغيرة التي تطوّق الدائرة القطبية، وينظّم نشاطاتها في منطقة لا زالت مثارا للجدل في حسابات المشرّع الدولي.

جمال الخرسان

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى