في أول انتخابات حزبية بعد الانقسام “حزب الفنلنديين الحقيقيين” يتجاوز الازمة وينتخب قيادة جديدة

في مؤتمر الحزب الذي يعقد كل سنتين والذي أقيم هذا العام في مدينة تامبيرا اختار حزب الفنلنديين الحقيقيين قيادته الجديدة للسنتين المقبلتين ليعزز موقفه بعد ازمة الحزب التي عصفت به صيف العام 2017. في هذه الانتخابات تم التجديد لرئيس الحزب السابق يوسي هالا اهو لدورة جديدة ولم يكن هناك مرشح منافس له في هذا المنصب. فيما اختيرت “ريكا بورا” نائبة للرئيس. هذه الأخيرة وصلت مؤخرا للبرلمان الفنلندي وتعتبر احدى اهم الشخصيات في الحزب. يوسي هالا اهو كان بامس الحاجة لهذه اللحظة التي تعزز موقفه بعد انقسام الحزب وتؤكد قوة موقفه في حزب الفنلنديين الحقيقيين.

وكان الحزب قد مر بأزمة سياسية خانقة صيف العام 2017 في مؤتمر الحزب الذي اسفر عن اختيار قيادة جديدة، فبعد ان تم اختيار يوسي هالا اهو رئيسا للحزب ولاورا هوهتاساري نائبة للرئيس رفض حزبا المؤتمر الوطني والوسط التعامل مع القيادة الجديدة في الحكومة باعتبارها اكثر تطرفا خصوصا تجاه المهاجرين وان التفاهم قد تم بحسب ما اعلن سيبيلا حينها مع القيادة السابقة أي تيمو سويني وفريقه. الازمة كادت ان تطيح بحكومة سيبيلا، وفيما كان الأخير ذاهبا بطائرته الى المقر الصيفي لرئيس الجمهورية في مدينة نانتالي من اجل تقديم استقالته ابلغ بالاثناء ان انقساما حصل في حزب الفنلنديين الحقيقيين وان حوالي عشرين نائبا من الفنلنديين الحقيقيين اسسوا برفقة سويني حزبا جديدا باسم “المستقبل الأزرق” وان هذا الحزب سيستمر بالحكومة، ذلك دفعه للتراجع عن الاستقالة، وحينما عاد اطلق جملته الشهيرة : قمت بـ ” U-käännös” أي استدارة من اجل العودة، تلك الاستدارة تمثل نقطة تحول استثنائية في مشوار حكومة سيبيلا وفي مشوار حزب الفنلنديين الحقيقيين بنفس الوقت وتحول ملفت في المشهد السياسي الفنلندي عموما.

الانتخابات الحالية تمثل مرحلة جديدة للحزب عموما وتعزز موقف يوسي هالا اهو للمرحلة المقبلة الذي وجد نفسه منافسا مهما لبقية الأحزاب الفنلندية الكبيرة من جهة ومن جهة أخرى منتصرا على خصومه من داخل الخندق بعد انشقاقهم، اذ ان مجموعة المستقبل الأزرق بقيادة الزعيم الروحي لحزب الفنلنديين الحقيقيين والمؤسس الحقيقي للحزب انهارت في الانتخابات الأخيرة ولم تستطيع الفوز باي مقعد برلماني، ذلك ما أدى الى اعتزال تيمو سويني السياسة.

جمال الخرسان