القمة الأوروبية العربية في مصر .. فنلندا تشارك بوفد رفيع المستوى
خلال بضعة اشهر شهدت المنطقة العربية في شمال افريقيا حدثين عالميين استثنائيين، الأول قمة مراكش التي أقيمت في كانون الأول عام 2018 حول الهجرة “Global Compact on Migration” والتي تعرف اختصارا بـ (GCM).. الحدث اعتبر احد اهم المؤتمرات الدولية المتعلقة بالهجرة وتعوّل عليه الأمم المتحدة كثيرا من اجل حلحلة ازمة المهاجرين.
اما الحدث الثاني الأبرز فهو استضافة مصر للقمة الأوروبية العربية الأولى والتي استضافتها شرم الشيخ مؤخرا، القمة شهدت حضور نحو 50 من القادة والملوك والرؤساء والوزراء من الجانبين، وناقشت العديد من القضايا الساخنة في المنطقة العربية او القضايا المشتركة ومن أهمها ملف الهجرة، هذا الأخير بمثابة صداع مزمن لبلدان الاتحاد الأوروبي تحاول معالجته بشتى الطرق والوسائل. ولعل احدى اهم العوامل التي دفعت الى انعقاد هذا المؤتمر هو التوصل الى تفاهم ما مع البلدان العربية المصدرّة للهجرة حتى التي تشكل ممرات عبور للمهاجرين. ولعل هذا السبب الذي دفع الى اختيار الحدثين البارزين في بلدين يقعان الضفة الأخرى من البحر المتوسط، وهو الممر الأهم لعبور موجات المهاجرين. كما ان اختيار مصر للقمة لم يتاتَ فقط من حجم تاثيرها في محيطها العربي والإسلامي وانما بالإضافة الى ذلك فهناك تفاهم أوروبي مصري سابق تم تفعيله العام الماضي يقضي بتشكيل قوة من حرس الحدود قوامها 10 آلاف عنصرا من جميع بلدان الاتحاد (وسوف تتكفل فنلندا بارسال 170 عنصرا للمرابطة مع بقية القوات) مهمتها السيطرة على موجات الهجرة على مشارف حدود الاتحاد مع البلدان الأخرى، المقترح تضمن أيضا بناء مراكز استقبال مهاجرين ي مصر ويحتضن أولئك الذين يتم انقاذهم من البحر، في مقابل ان تحصل مصر على سلة من المحفزات المادية. مصر سبق لها أيضا ان عقدت تفاهمات ثنائية في السنوات الأخيرة مع بلدان أوروبية منها المانية فيما يخص الحد من الهجرة.
الفنلنديون شاركوا بوفد رفيع المستوى في القمة، حيث تراس الوفد رئيس الوزراء سيبيلا، وحرص الفنلنديون على استثمار ذلك الحدث الدولي لتفعيل علاقاتها مع الدول العربية املا في تمتين العلاقات من جهة وتحسين موقفها التفاوضي مع البلدان العربية التي لها علاقة بملف الهجرة، كما كانت فنلندا فاعلة في مؤتمر وزراء الخارجية الذي عقد في بروكسل والذي جاء بهدف الاعداد لتلك القمة.
وبعيدا عن ملف الهجرة المثير للجدل فان احداثا من هذا النوع في نهاية المطاف تمثل خطوة باتجاه مزيد من التقارب العربي الأوروبي عموما والفنلندي خصوصا وهي خطوة تستحق الاهتمام والتقدير والمتامل ان تنعكس إيجابا العلاقات بين الجانبين في مختلف المجالات.
جمال الخرسان