ملف التهديد الخارجي في البرامج الانتخابية للأحزاب الفنلندية
لان السياسة الخارجية الفنلندية ملقاة بعهدة الرئيس الفنلندي بالدرجة الأولى إضافة بالطبع الى كونه القائد العام للقوات المسلحة وهو صاحب القرارات المصرية فيما يخص القوات المسلحة فان الانتخابات الرئاسة في فنلندا هي المحطة الأهم لاستعراض ملف التهديدات والتحديات الخارجية التي تهدد مستقبل فنلندا امنيا، وعادة ما تكون ملفات أخرى مثل الهجرة، البطالة، الخدمات الصحية والاجتماعية، الضريبة وما شابه ذلك هي الأوراق الأهم في الحملات الانتخابية لانتخابات البرلمان الفنلندي، هكذا هي الأولويات في ذهن المتابع والناخب الفنلندي. لكن ذلك لا يعني اهمال ملف التحديات الأمنية بالمجمل، لان الحكومة تشمل وزارة الدفاع وكذلك الداخلية ولها ذراع مهم ينسق شبكة بعثاتها في الخارج وهو وزارة الخارجية. من هنا يثار ملف الامن والتحديات التي تهدد مستقبل فنلندا لكن لا يشكل حضورا إعلاميا كما هو الحال مع الملفات الساخنة الأخرى.
البرامج الانتخابية للأحزاب تختلف وتتفق في تشخيص بعض منابع الخطر وكذلك تختلف من حزب لاخر في اختيار الالية الأنسب للمعاجلة.
هناك من يعتقد ان روسيا هي الخطر التقليدي الذي يهدد امن فنلندا، ولذلك لابد من الاتكاء على حلف الناتو من اجل درء الخطر، بعضهم يعتقد ان روسيا تمثل خطر ولكن قوة فنلندا الدبلوماسية وحيادها العسكري هو ورقة الردع الأهم التي تشجع روسيا على عدم الارتماء باحضان الناتو.
أحزاب اليسار تعتقد ان هناك خطرا على مستقبل أوروبا عموما وفنلندا بشكل خاص قد يأتي من الشرق الأوسط وافريقيا، مع استمرار الحروب وتفشي البطالة بين الشباب من هنا لابد لفنلندا ولبقية بلدان الاتحاد الأوروبي ان تكون فاعلة هناك بهدف إرساء الامن والاستقرار وأيضا تأسيس مشاريع اقتصادية تساهم بتحسين الأوضاع لكي لا تتكرر موجات الهجرة، هناك تختلف الأحزاب فيما بينها في سقف المساعدات الإنسانية وكذلك حجم الاستثمار. اليمين يعتقد ان ذلك خيار جيد لكن في اطار الاستثمار ولكي المساعدات الإنسانية.
العديد من الأحزاب الفنلندية ترى قوة فنلندا في مواجهة التهديدات الخارجية هو الفاعلية الدبلوماسية الصانعة للسلام والمحايدة في مختلف المؤسسات الدولية. كلما استطاعت فنلندا مد الجسور بين الشرق والغرب كلما انعكس ذلك إيجابيا على الاستقرار فيها، من هنا تحرص بين الحين والأخر على ان تكون المكان المفضل لانعقاد القمم الكبرى بين أمريكا وروسيا منذ العام 1975 آ، خر القمم كانت صيف العام 2018.
بعض برامج الأحزاب توقفت مع الامن السيبراني والحروب التي تشن باشكال مختلفة وتستهدف منظومات الخدمات والبنية الاقتصادية والمواصلات دون ان تطلق رصاصة واحدة.. هذا النوع من الحروب يمثل تهديدا جديا لاستقرار فنلندا ووعدت بمشاريع خاصة لمواجهة ذلك الخطر.
جمال الخرسان