سياسة

يوسي هالا اهو.. تاريخ حافل بالمواقف المتطرفة

 

 

 

منذ حوالي خمسة عشر عاما يتردد في الاعلام الفنلندي كثيرا اسم “يوسي هالا اهو” المعروف بتطرفه تجاه العديد من الشرائح الاجتماعية سيما المهاجرين والمسلمين. ورد اسمه منذ ان كان يكتب قناعاته باعتباره مثقفا او باحثا في جامعة هلسنكي، ثم حينما اصبح سياسيا ودخل البرلمان الفنلندي في التحول الاستثنائي لحزب الفنلنديين الحقيقيين عام 2011 حينما فاز الحزب بـ39 مقعدا فيما كان يمتلك خمسة مقاعد فقط في انتخابات العام 2007. يوسي هالا اهو اصبح حديث الاعلام في الفترة الأخيرة لانه قاد حزب الفنلنديين الحقيقيين للعودة بقوة الى المشهد السياسي الفنلندي بعد انشطار الحزب صيف العام 2017 والهزة التي تعرض لها. وحصل هالا اهو على اكثر من ثلاثين الف صوتا.

 

ليس ذلك فقط ما دفع وسائل الاعلام الفنلندية الى مراجعة كل ما يتعلق بيوسي هالا اهو بل أيضا لانه ورغم كل مواقفه المتشددة في الحملة الانتخابية الأخيرة للحزب اظهر نفسه في مرحلة ما بعد الانتخابات حملا وديعا وبدى حزبه في خطاب متزن غير معهود املا في المشاركة بالحكومة، واعلنوا عن استعدادهم لمراجعة موقفهم المتشدد تجاه الهجرة. رغم ان الأحزاب الأخرى أعلنت موقفا مناهضا لمشارك الحزب في الحكومة نظرا لاختلاف القيم الإنسانية التي يرتكز عليها الحزب مع بقية الأحزاب الفنلندية. انتي رينه رئيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي خاطبه في حوار تلفزيوني مؤخرا “انك حتى الان لم تعلن رفضك لتلك المواقف ولازلت متمسكا بها”.

 

ان يوسي هالا آهو المولود عام 1971 في مدينة تامبيرا، وصل الى مجلس النواب في انتخابات البرلمان الفنلندي التي جرت في نيسان عام 2011. فاز في انتخابات البرلمان الاوروبي التي اجريت عام 2014، يحمل شهادة الدكتوراه قسم الفلسفة جامعة هلسنكي 2006. ويدور حديث عن انتمائه الى منظمة “سيسو” المتطرفة.

 

يعارض يوسي هالا اهو التنوع الثقافي، وله موقف ايدلوجي من الهجرة، كما ادين قضائيا في مناسبات سابقة بسبب التهجم على الرموز الإسلامية المقدسة وكذلك على الجالية الصومالية في فنلندا واتهمهم بثقافة التهرب الضريبي، ورد اسمه في مذكرات المتطرف النرويجي “بريفك” باعتباره احدى ايقونات اليمين المتطرف في أوروبا، بالنسبة ليوسي هالا اهو فان تلك المواقف تاتي في اطار حرية التعبيرة عن الراي وليست عنصرية.

ان تلك وغيرها مواقف تمثل رصيدا جيدا ليميني متطرف يستخدمها وقت الانتخابات لتسويق اجنده ترفع من رصيده الجماهيرية ولكنها كل مرة تتحول الى عبء يصعب تحمله في مرحلة تقسيم الكعكة، كل مرة تحاول بعض وسائل الاعلام مسائلته حول تلك المواقف لكنه يتهرب، صحيفة هلسنكي صانومات أعلنت مؤخرا انها حاولت اجراء حوار عبر الهاتف معه بخصوص قناعاته السابقة لكنه أجاب: “ليس هناك ضرورة للحديث عن أشياء سابقة قيلت في حملات انتخابية”.

 

بعض وسائل الاعلام اشارت الى انه حذف بعض منشوراته، وقام بتعديل مقالات أخرى خصوصا تلك التي تتحدث بعدوانية عن المثليين. له مواقف متطرفة تجاه العديد من الشرائح ويعبر عنها بلغة حادة وعدوانية، لكنه اخذ يضبط إيقاع حديثه في الفترات الأخيرة ليوجهه بالدرجة الأولى ضد المهاجرين والمسلمين.

 

جمال الخرسان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى