حواراترياضة

حوار خاص مع “محمد الامارة” الحاصل على جائزة افضل حكام الدوري الفنلندي لكرة القدم هذا العام

 

 

 

كما هي عادة دوريات البلدان القطبية يبدا الدوري الفنلندي في شهر نيسان وينتهي شهر تشرين الثاني، وفي ختام مشوار الدوري الفنلندي الممتاز عام 2018 تم تكريم المميزين خلال الموسم، من بينهم العراقي “محمد الامارة” الذي حصل على جائزة افضل حكم، ومن اجل الاقتراب اكثر من تجربة ذلك الحكم الشاب جاء الحوار التالي:

 

ـ باختصار، من هو محمد الامارة؟

محمد الامارة عراقي من مواليد  1992 يعيش في العاصمة الفنلندية هلسنكي، على أبواب التخرج في مجال هندسة الروبوتات.. كنت لاعبا لكرة القدم وحققت مع نادي “انتر توركو” بطولة فنلندا تحت سنة 17 عام 2011. ثم أصبحت لاحقا حكم ساحة واحيانا حكم رابع لمباريات كرة القدم، حصلت مؤخرا على جائزة افضل حكم في الدوري الفنلندي الممتاز. لقد ادرت هذا العام 12 مباراة بالدوري الممتاز وسبع مباريات في دوري الدرجة الأولى.

 

 

ـ ما الذي دفعك الى تفضيل التحكيم على اكمال مشوارك كلاعب ..؟

حينما كنت العب، لعبت بموقع المدافع، كنت مشاكسا جدا واختلف كثيرا مع الحكام. بعد حصولنا على بطولة فنلندا توجهت للدارسة، شعرت بفراغ كبير، حنين للاستمرار بكرة القدم، أصبحت مدربا لمدة ستة اشهر لكني لم اتفاعل، كنت ارغب بالتواجد على المستطيل الأخضر. في الاثناء قرات بإحدى الصحف ان الحكم الناجح هو الذي كان في السابق لاعبا مشاكسا، بقيت تلك المقولة في ذهني ودفعتني الى الذهاب الى مشوار التحكيم، دخلت اول دورة تحكيمية عام 2012، ثم بعد خمس سنوات استطعت ان احكم في الدوري الفنلندي الممتاز، وهو وقت قياسي جدا بمشوار التحكيم في فنلندا. كما انني كنت اول حكم اجنبي في تاريخ فنلندا يحكم في الدوري الفنلندي الممتاز.

 

ـ ما هي مواصفات الحكم الناجح من وجهة نظرك؟

ان الحكم الناجح هو الذي يعرف بشكل جيد مجريات مباريات كرة القدم، يتحضر لكل مباراة بشكل خاصل. تفاصيل كرة القدم اعقد بكثير من القوانين التي على الحكم ان يعرفها. معرفة القوانين لوحدها ليست كافية بل هي الخطوة الاسهل في مشوار الحكم. الحكم كانه مدرب او لاعب يحضر لكل مباراة بشكل منفصل. على الحكم ان يكون متوازنا ومحتفظا بهدوئه لكي يكون ناجحا، إضافة بالطبع الى الاستمرار بوتيرة تدريبية منضبطة لكي يحتفظ بلياقته، اقدم تقريرا أسبوعيا الى الاتحاد الفنلندي لكرة القدم عن التمارين التي أقوم بها حيث عليّ القيام بمعدل تدريب يترواح من 10 الى 13 ساعة في الأسبوع.

 

ـ ما الذي يجعل تلك المقولة صحيحة من وجهة نظرك انت اللاعب المشاكس سابقا والحكم الناجح حاليا؟

نجاح الحكم في كثير من الأحيان متاتي من قطعه الطريق على حصول المشكلات قبل ان تحدث، الوقاية خير من العلاج، الحكم هنا يستطيع قراءة أفكار اللاعب المشاكس ويحاول معالجتها بطريقة مرنة وناضجة وهذا ما يؤدي في نهاية المطاف الى إنجاح مهمة الحكم.

 

ـ هل مثلت فنلندا دوليا؟

نعم مثلتها في ثلاث مناسبات، الأولى: قدت هذا العام مباراة بين فريقي من اسلوفينيا وكرواتيا في الأدوار التاهيلية لبطولة كاس الاتحاد الأوروبي. المناسبة الثانية: مثلت فنلندا في بطولة دولية بجزر الفارو بمشاركة دول الشمال الخمسة إضافة الى ايرلندا الشمالية والصين تحت سن 17. والمناسبة الثالثة أتت في اطار تعاون بين بلدان الشمال الخمسة (فنلندا، السويد، الدنمارك، النروج وايسلندا) وفقا لذلك التعاون قمت بتحكيم مبارايات في الدرجة الأولى بالسويد والدنمارك.

 

ـ كيف ينجح المهاجر في تجاوز العقبات التي تقف حاجزا بينه وبين الإنجاز؟

دعني اكن صريحا، هناك صعوبات، وقد تصادفك مواقف عنصرية هنا او هناك، لكن الاستسلام بداية يعني نهاية المشوار، والإصرار والمثابرة تدفعك الى تحويل العقبات الى أوراق قوة لصالحك، ثم هناك مواقف قد تبدو عنصرية ولكنها أساسا متاتية من عدم وجود تفاهم ومعرفة بين الأجنبي وبين بقية شرائح المجتمع، ومع مرور الزمن يبدا المحيط الذي تعمل او تنشط فيه يتفهمك بشكل اكبر بل ويساعدك أحيانا.

 

ـ مشوار الحكام مليء بالاثارة… هل واجهت شخصيا مواقف ملفتة؟

من المواقف التي اتذكرها جيدا والتي لفتت انظار وسائل الاعلام والاتحاد الفنلندي، حصل اثناء مباراة بين فريقين محليين ان جمهور احد الفريقين اطلق هتافات عنصرية تجاه بعض اللاعبين من الفريق الاخر. حاولت الفات نظر إدارة الملعب الى ذلك وحينما استمرت الهتافات، أوقفت المباراة وجمعت اللاعبين ثم طلبت من الإذاعة الداخلية اعلان السبب والطلب من الجمهور الكف عن ذلك. وكانت الاستجابة إيجابية، وردة فعل اللاعبين ووسائل الاعلام مميزة، طلبوا مني اجراء العديد من الحوارات ولكني رفضت حينها لكي ابتعد عن الضغوط واحاول ترسيخ خطواتي في الدوري الممتاز الفنلندي بشكل صحيح.

هلسنكي ـ جمال الخرسان

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى