اقتصادمتابعات

الجدل حول سقوط نوكيا يطفو للسطح من جديد بعد عشر سنوات على الازمة

الرئيس الحالي لمجلس إدارة شركة نوكيا الفنلندي “Risto Siilasmaa” والذي كان شاهدا على الأيام العصيبة التي عاشتها نوكيا نشر مؤخرا كتابا عن تلك الفترة وأسباب سقوط نوكيا. الكتاب اثار ضجة في وسائل الاعلام الفنلندية وادى الى إعادة فتح جرح نوكيا القديم، الكتاب كان سببا في دفع وسائل الاعلام الفنلندية الى اجراء العديد من الحوارات مع المؤلف ومع المسؤولين الكبار الحاليين والسابقين لشركة نوكيا.

وكان ريستو سيلاسما انتخب رئيسا لمجلس إدارة نوكيا ابتداءا من العام 2012، ومنذ العام 2008 تبوأ عضوية مجلس إدارة الشركة، كما انه يعتبر احد اهم رجال الاعمال الفنلنديين في مجال التكنلوجيا اذ أسس ويدير حاليا شركة “اف سكيور” المتخصصة بأمن الانترنت والشهيرة عالميا بهذا المجال.

وبحسب ما جاء في كتاب ريستو سيلاسما فإن “السبب الرئيسي في مشكلة نوكيا هو الرئيس التنفيذي والشخصية الأكثر تاثيرا في الشركة (Jorma Ollila)، حيث ان هذا الأخير كان لا يستمع لاي محاولات مراجعة تتعلق بسياسة الشركة وطبيعة سير الأمور فيها. وخصوصا فيما يتعلق بـ(نظام سيمبيان)، كان متمسكا برايه بشكل غريب”. سيلاسما يذكر امثلة على ذلك “كنت اطرح بعض المشكلات في مجلس الإدارة ويحاول يورما اوليلا تجاهلها، مرة في حديث نادر جلسنا سوية وطرحت عليه المشكلة فاجابني باني لا املك خبرة في إدارة الشركات العملاقة مثل نوكيا باعتبار اني امتلك شركة صغيرة”.

علما ان يروما يعتبر احد الشخصيات المهمة جدا في صعود نوكيا حيث قاد الشركة في الأعوام 1992ـ2006 وهي الفترة التي تمثل ذروة نجاح نوكيا.

بعد ذلك كانت هناك فرصة لصعود شخصيات أخرى الى الواجهة ولكن سيلاسما يعتقد بان يورما كان مؤثرا وسلبيا وقد بدات المشكلة بالأساس منذ العام 2008. ثم تراكمت لاحقا حتى وصلت الأمور الى بيع ذراع الشركة لصناعة الهواتف المحمولة الى شركة مايكروسوفت لمدة ثلاث سنوات، 2014ـ2017. وكانت تلك بمثابة الكارثة لعملاق صناعة الهواتف مثل نوكيا.

سيلاسما يذكر أيضا بان المدير التنفيذي لنوكيا للفترة 2006 ـ2010 للشركة “اولّي بيكا كالاس فوو”، وهو صديق يورما اولي لعشرين عاما ابدى استغرابه من محاولات يورما الذي كان عضوا في مجلس إدارة الشركة قيادة حملة من اجل تغييره واستبداله بالكندي “ستيفن ايلوب” الذي استقدم من قبل شركة مايكروسوفت لكي ينقذ شركة نوكيا.

الملفت ان ذراع نوكيا لصناعة الهواتف تم بيعه لميكروسوفت اثناء بعد مجى ستيفن ايلوب، هذا الأخير عاد للعمل في شركته الأولى مايكروسوفت بموقع مهم بعد انجاز عملية البيع بين الشركتين، بعض الفنلنديين يعتقدون انه كان بمثابة حصان طروادة.

رغم ذلك فان سيلاسما لا يذهب الى تلك الرؤية حتى مع  قناعته بان الأموال التي دفعت الى ايلوب اكثر بكثير مما يستحق. الكندي عمل مديرا تنفيذيا لنوكيا منذ العام 2010 واستقال مباشرة بعد إتمام الصفقة بين نوكيا وميكروسوفت في أيلول عام 2013.

لكن الكتاب لا يقتصر فقط على لحظة سقوط نوكيا بل الى عودتها من جديد وخصوصا بعد العام 2017 حينما استأنفت صناعة الهواتف المحمولة من جديد.

في تلك الفترة كانت نوكيا قد اعادت هيكلة نفسها من جديد واعتاشت على العديد من براءات الاختراع التي انجزتها واستخدمت من قبل شركات أخرى مثل سامسونغ وابل. إضافة الى صفقة بيع نظام الخرائط الى شركات السيارات الألمانية بمبلغ كبير يصل لحوالي ثلاثة مليارات دولار عام 2015. ناهيك عن خدماتها في مجال الاتصالات والشبكات الالكترونية. كل ذلك ساهم ببقائها على قيد الحياة خلال سنواتها العصيبة.

جمال الخرسان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى