منذ ان اعلن استقالته في نيسان الماضي عن حزب المؤتمر الوطني بسبب معارضته لبعض قناعات الحزب ومنها التاييد لمشروع سلة الخدمات الاجتماعية والصحية فان السياسي ورجل الاعمال الشهير “هياليس هاركيمو” يحظى باهتمام اعلامي ملفت رغم انه أساسا كان من الشخصيات دائمة الحضور في وسائل الاعلام.
ويعتبر هاركيمو المولود في هلسنكي عام 1953 احد اشهر رجال الاعمال العاملين في المجال السياسي، الرياضي والإعلامي. صاحب الثروة التي تصل لحوالي ربع مليار يورو له نشاطات استثمارية عديدة في مجال الرياضة منها قاعة “هارتوال ارينا” المغلقة وسط هلسنكي، وأيضا كان مالكا لنادي “يوكري” للهوكي على الجليد وهو اشهر الأندية الفنلندية في اللعبة، على الصعيد الإعلامي قدّم برامج حوارية على القناة الثالثة الفنلندية، وعلى مدى اكثر من موسم شارك بتقديم النسخة الفنلندية من برنامج “ديلي الأمريكي”. فوق كل ذلك يعتبر هاركيمو من الوجوه الفنلندية المهمة على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا اليوتيوب، إضافة لجميع ما تقدم عن الرجل فانه نائب في البرلمان الفنلندي.
هاركيمو رجل بمواصفات مختلفة ووجه مالوف ومعروف للشارع الفنلندي، يبدو انه لم يحظ باهتمام كاف في حزب المؤتمر فاراد ان يشق طريقه الخاص في الانتخابات البرلمانية المقبلة بمشروع مختلف، مما دفعه الى الاستقالة من حزب المؤتمر في نيسان الماضي واعلانه في الحادي والعشرين من نفس الشهر عن تأسيس حركة “Liike Nyt” الاقتصادية السياسية الجديدة ذات الطابع المختلف عن عمل الأحزاب بعض الشيء بهدف اعطاء زخما جديدا للحياة السياسية الفنلندية كما يعتقد هاركيمو. الحركة وكما معلن عبر موقعها على الانترنت تضم شخصيات مختلفة لكن المشروع بالأساس كان تفاهما بين هاركيمو وبين السياسي عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي “ميكايل يونغنر”. ليس من السهولة ان تطرح شيئا جديدا بمواصفات غريبة بعض الشيء في الساحة السياسية الفنلندية وتنافس أحزاب لها تاريخ من العمل والنشاط الحزبي وشاركت في قيادة الدولة الفنلندية طيلة الفترة الماضية، ناهيك عن ان المشروع بالأساس تأتّى نتيجة تقارب أفكار يمينية ويسارية وهذا بحد ذاته مثير للانتباه.. فهل سيكون الاخطبوط هاركيمو هذه المرة اعد لمشروعه بشكل جيد؟!
جمال الخرسان
