“ترامب” وقصة سفينة مثيرة للانتباه
ليس بجديد ان تبنى سفينة ركاب بناءا على طلب خاص ووفق للمواصفات المطلوبة، وتباع بعد ذلك لشركات اخرى من اجل استخدامها لاغراض مختلفة فهذا شيء مألوف، وليس جديدا ايضا ان تحمل سفينة اسماءا مختلفة وفقا لقناعة الشركات التي تملكها، لكن ان تتعدد الاسماء بطريقة جنونية، وان تبنى سفينة واحدة اكثر من مرة ولأكثر من استخدام، ثم ترتبط بأحداث، مسمّيات، مدن، وشخصيات كثيرة وتتعرض لحوادث كادت ان تقضي عليها تماما وفوق جميع ذلك تعمل في اسطول شركتين متنافستين في مجال تسيير سفن نقل الركاب “سيليا لاين” و “فيكينغ لاين” فهو شيء ملفت ومثير للاستغراب!
هذا بالضبط ما حصل مع سفينة بدأت باسم “Viking Saga” وحملت أسماء كثيرة جدا من اشهرها “SallyAlbatross” وآخرها اسم “Celestyal Crystal”.
القصة تعود بداية الى طلب صناعة سفينة نقل ركاب تقدمت به شركة فيكينغ لاين الفنلندية التي تملك اسطولا كبيرا من السفن الى شركة “وارتسيلا” الفنلندية ايضا والمعروفة في مجال الطاقة، هذه الاخيرة كانت تملك حوضا لصناعة السفن في مدينة توركو الواقعة جنوب غرب فنلندا.
انجزت السفينة بناءا على الطلب عام 1980 وحملت اسم Viking Saga. عملت السفينة في بحر البلطيق في مجال نقل الركاب حتى العام 1986.
بعد ذلك قررت الشركة تخصيص الباخرة للرحلات الفاخرة والخاصة، وتماشيا مع هذه المهمة الخاصة تم تغيير اسم السفينة الى Sally Albatross، كانت السفينة تحتضن الحفلات الموسيقية، فيها قاعات رياضية وساونا، الفنلنديون يمتلكون خبرة غنية جدا في هذا المجال.
بعد ان اعيدت مرة اخرى عام 1988 كباخرة نقل ركاب احترقت في ميناء ستوكهولم مطلع العام 1990، وذلك ما دفع الشركة المالكة لها لإعادة بنائها من جديد. عام 1992 انتقلت للعمل في السيليا حتى العام 1994 في عام 1994 .
عام 1995 استؤجرت الباخرة من قبل شركة نرويجية وسميت الباخرة Leeward. ثم اصبحت تحت تصرف شركة سياحية اخرى وعملت بين اليابان وكوريا الجنوبية بين الاعوام 2000-2001. منذ العام 2002 اصبحت ملكيتها للسيليا وعملت مرة اخرى سفينة نقل ركاب تحت اسم Silja Opera عملت حتى العام 2006 ثم بيعت لشركات اخرى واخذت تنتقل من شركة الى شركة اخرى وبأسماء مختلفة.
عملت السفينة المذكورة في بحر البلطيق شمال اوروبا، وكذلك في جنوب القارة، نشطت ايضا في شرق آسيا، وفي القارة الامريكية، وتعمل حاليا في البحر المتوسط.
اخضعت للصيانة في موانئ كثيرة، فبالإضافة الى بنائها في موانئ توركو، تم تفكيكها في ميناء مدينة بوري، ثم بنيت من جديد في ميناء رواما. وقبل ذلك وحينما اريد لها ان تكون سفينة سياحية فاخرة منتصف الثمانينات خضعت لجملة من التعديلات في موانئ فنلندا والمانيا. وحينما اصطدمت بجرف جزيرة فنلندية تم اصلاحها في ميناء فووساري ثم في ميناء لاسبيتسيا بايطاليا.
للسفينة تاريخ مع رجال الاعمال، فحينما كانت السفينة قيد البناء من جديد في حوض راوما عام 1992 قدم الملياردير الامريكي والمرشح الحالي للرئاسة الامريكية “دونالد ترامب” الى فنلندا من اجل الاطلاع على تجربة بنائها وبناء مشاريع اخرى مشابهة. في ذات العام ايضا كانت السفينة تعمل لصالح رجال اعمال سويديين في رحلات خاصة الى مدينة برشلونه الاسبانية تزامنا مع اقامة دورة الالعاب الاولمبية التي اقيمت في المدينة.
جمال الخرسان
ــــــــــــــــ
الصورة عن وسائل الاعلام الفنلندية