بعد ثلاثة أيام من الانعقاد اختتم منتدى كولتا رانتا” السنوي الذي يقام صيف كل عام في قصر “كولتا رانتا” المقر الصيفي لرئيس الجمهورية الفنلندي الواقع بمدينة نانتالي جنوب غرب فنلندا.
المنتدى الذي يحظى بمتابعة ملفتة من قبل وسائل الاعلام المحلية والدولية تناول هذا العام ملف العلاقات الدولية في النظام العالمي الحالي ومستقبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وحضرته شخصيات بارزة بينها الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريس”، إضافة الى ممثلين عن المفوضية الأوروبية وضيوف من بلدان أخرى.
اجمع المتحدثون في المنتدى على انتقاد الطريقة الحالية التي يدار بها النظام الدولي، والتي تقتصر فقط على أمريكا، روسيا والصين. مع تغييب واضح لدور البلدان الأخرى وخصوصا البلدان الصغيرة.
في حوار له مع التلفزيون الفنلندي تحدث الرئيس ساولي نينتسو عن اهداف هذه الدورة من المنتدى: الملتقى كان صيحة لاعادة الأمور الى نصابها، لابد من معالجة ما يجري في العلاقات بين الدول. هذه الصحية ليست كافية ولكنها ستساهم بلا شك في البحث عن المسارات الصحيحة.
في ذات السياق فقد انتقد نائب رئيس المفوضية الأوروبية الفنلندي يوركي كاتاينن الموقف الأمريكي في فترة ترامب وعلاقاته مع الاتحاد الأوروبي حيث قال: لأول مرة في التاريخ نرى رئيس امريكا ينسجم مع رئيس روسيا بأن تكون أوروبا في وضع صعب.
من جهته فقد اكد الأمين للأمم المتحدة على ضرورة تعزيز آليات الوقاية من الازمات، فالازمات الدولية حينما تحدث تصعب معالجتها. وساق مثالا لذلك أزمات الشرق الأوسط التي لم تحل منذ مدة طويلة.
اما الرئيس الفنلندي الأسبق ماتي اهتساري الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2008 فقد أشار الى عودة احتمال الصدام بين القوى العظمى في الوقت الحالي اكثر مما سبق.
يذكر ان منتدى كولتا رانتا يقام صيف كل عام باشراف مكتب رئيس الجمهورية الفنلندي ابتداءا من العام 2013 ويستضيف نخب فنلندية مختلفة بهدف مناقشة مستقبل فنلندا والمنطقة. لكن المنتدى هذا العام أقيم في اطار دولي أوسع.
بقلم جمال الخرسان
