العاصمة الفنلندية من “اعلان هلسنكي 1964” الى “اتفاقية هلسنكي للسلام 1975”
خلال قرابة العقد من الزمن استطاعت العاصمة الفنلندية هلسنكي ان تقدم للعالم تفاهمين دوليين مثلّا لاحقا ركيزة أساسية في السياسة والطب، من الضروري تسليط الضوء عليهما لمزيد من الفائدة.
في محاولة لمعالجة ما حصل من تجاوزات طبية على الاسرى في الحرب العالمية الثانية عملت المنظمات الدولية على التفاهم حول ميثاق عالمي يسعى لحماية المدنيين من التجاوزات، وينشيء أسس لاخلاقيات الأبحاث العلمية الطبية بهذا السياق جاء “اعلان هلسنكي” عام 1964. الإعلان يمثل الخطوة الأهم في هذا المجال بعد تأسيس المنظمة العالمية للأطباء في أيلول عام 1947. الإعلان يؤكد على حق كل فرد ابداء الموافقة من عدمها على المشاركة في الأبحاث العلمية ويفترض ان تكون الأبحاث الطبية باقل الاضرار للبشر والبيئة وان تكون بدافع إيجاد علاج للامراض، التفاهم يخضع للتطوير والتحديث بين الحين والأخر لكنه بقي الخطوة الأساسية والمرجعية الأهم لضبط مسار الأبحاث الطبية.
بعد عقد من الزمن أي في العام 1975 وبحضور اشهر زعماء العالم، الرئيس الامريكي فورد، الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان، زعماء الاتحاد السوفيتي خمسين بلد آخر، من بينهم زعماء: كندا، ايطاليا، اسبانيا الالمانيتان، هولندا بلجيكا، تركيا وغيرها تم توقيع “اتفاقية هلسنكي للسلام 1975″، كان هدف الاتفاقية في المقام الأول منع نشوب الصراعات خصوصا بين المعسكر الشرقي والغربي، إدارة الأزمات بطريقة سلمية، وإعادة تأهيل ما دمرته الحروب. ولدت اتفاقيات هلسنكي بعد سلسلة من المؤتمرات التي عقدت في العاصمة الفنلندية هلسنكي منذ عام 1972 على مستوى السفراء، ثم وزراء الخارجية. عام 1990 تحولت تلك الاتفاقية الى “منظمة الأمن والتعاون في أوروبا” المعروفة اختصارا بـ”OSCE”.
بعض البلدان الصغيرة ومنها فنلندا التي تتاثر باي تدهور للعلاقة بين كبار بلدان العالم تسعى وبشكل حثيث الى تخفيف حدة التوتر وان تلعب بشكل إيجابي دورا إيجابيا يتجاوز كثيرا حجمها.. حتى تحولت تلك الأدوار الى مهارة دبلوماسية وتراكم خبرات يتم الاستعانة بها في مختلف الازمات الدولية.
جمال الخرسان