“فتاة المراعي” عمل يرصد التحولات الاجتماعية والسياسية لفنلندا بالعقد الثاني من القرن العشرين
في فيلم شهير انتج عام 1938 وكذلك مسلسل كارتوني ربما اشهر نفذ بـ49 حلقة دبلج لاحقا للعربية جسدت رواية “Paimen, piika ja emäntä” او “كاتولي ـ فتاة المراعي” وهي من اعمال الاديبة الفنلندية “أوني نووليفآرا”. العمل يتمحور حول فتاة صغيرة اسمها كاتولي تعيش مع جـديها في الريف الفنلندي بين مدينتي هلسنكي وتوركو. ان الظروف والمعاناة التي تعيشها عائلة الفتاة الصغيرة كاتولي تضطر أمها لتركها عند جدها وجدتها وتذهب الى المانيا من اجل العمل.. تسوء ظروف الجد والجدة فتلجا الفتاة الصغيرة للعمل راعية للابقار وكذلك خادمة.
العمل يرصد التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الصعبة التي عاشتها فنلندا في العقد الثاني من القرن العشرين فترة الحرب العالمية الأولى وكذلك ارهاصات الاستقلال الفنلندي عن روسيا عام 1917. كذلك حاولت الكاتبة اوني نووليفارا ان توثق من خلال عملها الذي أنجزته عام رصد التفاوت الطبقي الكبير بين شرائح المجتمع الفنلندي وانعكاسات ذلك على الأطفال.. في تفاصيل العمل إشارات لنمط العيش في الريف الفنلندي، أيضا انتشار كتاب ملحمة كاليفالا التي ترمز للهوية القومية الفنلندية، في ذات السياق رصد تاثير الحرب العالمية الأولى على فنلندا، فنلندا لم تشارك مباشرة في الحرب لكن لانها كانت جزءا من الإمبراطورية الروسية كان الفنلنديون يخدمون في صفوف الجيش الروسي وكذلك جيوشا أخرى مثل الجيش الألماني.. وكان ذهاب كاتولي الى هلسنكي آنذاك رفقة سيدتها من اجل عيادة زوج السيدة لانه جرح في الحرب وتوفي احدى مستشفيات العاصمة الفنلندية. كاتولي في هذا العمل رمز لكفاح المراة الفنلندية في الحصول على عيش كريم وحق في التعليم رغم كل العقبات والظروف، وتصبح لاحقا روائية تحصد ثمار مشوارها الشاق. ان رواية فتاة المراعي عمل يستسيغه الكبار والصغار بنفس الوقت.
جمال الخرسان