الاديب “ميكا والتري” صاحب رواية “سنوحيه المصري” واشهر ادباء فنلندا
ميكا والتري الاديب الفنلندي المولود عام 1908 في العاصمة هلسنكي والذي درس فيها الادب والفلسفة خلافا لرغبة والده القس الذي أراد له ان يدرس اللاهوت، حرص في الكثير من اعماله على رصد العلاقة الوثيقة بين الحضارات القديمة وكانه ينتفض ضد ما حصل آنذاك في النصف الأول للقرن العشرين من الحروب العالمية التي افرزت ملايين القتلى ودارت معظمها في القارة الأوروبية التي يفترض انها كانت المنطقة الأكثر تعليما في العالم ورفاهية في العالم.
تلك الرغبة دفعته لكتابة العديد من الاعمال التي تركت لمسة إبداعية واضحة بشهادة النقاد في الادب الفنلندي والعالمي، من بين اشهر اعماله: “الوهم الأكبر”، “الغريب القادم الى المزرعة”، “المغامر” كتبت عام 1948، أيضا “هروب القمر” عام 1953، “شجرة الاحلام” 1961، ثم رواية “ملاك الظلام” التي كتبها عام 1952 والتي تناول فيها الإمبراطورية البيزنطية، كذلك رواية “المملكة” التي كتبها عام 1959، إضافة الى اعمال أخرى. لكن اشهر اعماله على الاطلاق هي رائعة “سنوحيه المصري” التي انجزها عام 1945. الرواية تتناول الحضارة المصرية وعلاقتها ببقية الحضارات خال القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ويتوقف طويلا مع حياة الفرعون أخناتون الثامن عشر. يمثل العمل احدى العلامات البارزة في الادب الأوروبي خلال القرن الماضي. اقتباسا من هذه الرواية وبقية روايات والتري أنجزت عشرات الأفلام. وكانت لعشرات السنين النص الادبي الفنلندي الوحيد المتداول عالميا. ترجمت للسويدية بعد عام ثم لبقية اللغات في الأعوام اللاحقة.
كما ترجمت الرواية الى العربية عام 1955 (دون اذن من دار النشر، ولم تكن آنذاك مصر قد وقعت على اتفاقية مراعاة الحقوق الفكرية). الملفت ان من الاديب المصري الشهير طه حسين هو من كتب مقدمة النسخة العربية المترجمة عن تلك الرواية، طه حسين ابدى اعجابه الشديد بمحتوى العمل.
بمناسبة مرور مائة عام على استقلال فنلندا عام 2017 اجري تصويت شامل من قبل التلفزيون الفنلندي على اهم ثلاثة مؤلفات في تاريخ فنلندا من حيث التاثير والشهرة، حيث جاءت رواية سينوحيه المصري للاديب ميكا والتري في المركز الأول ثم تلتها روايتا “الجندي المجهول” و رواية “تحت نجم الشمال” للاديب فاينو لينا.
مما يثير الاستغراب بالنسبة للنقاد ان هو ان اديبا فذا على غرار ميكا والتري لم يفز بجائزة نوبل للآداب رغم ان ادباء فنلنديين اخرين قد حصلوا على الجائزة. اذ حصل الاديب غرانس اميل سيلانبا على جائزة نوبل للآداب عام 1939.
جمال الخرسان