مبادرة “الانف الأحمر” رسالة إنسانية في اطار فكاهي
في خريف كل عام بين شهري تشرين الأول والثاني يطلق الفنلنديون حملة إنسانية تحت مسمّى “Nenäpäivä” أي “يوم الانف الأحمر” تهدف لجمع التبرعات من اجل مساعدة الأطفال في المناطق التي تعاني الحرمان وتشهد حروبا ونزاعات يدفع ثمنها الأطفال. يصادف يوم الانف الأحمر هذا العام يوم التاسع من الشهر الجاري.
تتلخص الفكرة بشراء قناع انف احمر مقابل مبلغ اكبر مما يستحقه بهدف جمع اكبر قدر ممكن من المال، الزبون من جهته يعرف ان السعر الحقيقي لذلك اقل بكثير لكنه يبادر للمشاركة في اطار انساني.
تعود جذور الفكرة الى حملة إنسانية اطلقتها منظمة كوميك ريليف “Comic Relief” الخيرية البريطانية في عام 1988 لمساعدة الأطفال الفقراء حول العالم. التسمية ذات الطابع الفكاهي تهدف الى الفات الأنظار بهذه الطريقة الظريفة.
تعود بدايات التاسيس في فنلندا للعام 2004 حينما اطلقت المبادرة بالتعاون بين التلفزيون الفنلندي، منظمة اليونسيف في فنلندا، الصليب الأحمر الفنلندي إضافة الى الكنائس، ثم دخلت الفكرة مرحلة جديدة عام 2007 بمشاركة مؤسسات أخرى من القطاع الخاص والعام من أهمها منظمات الدفاع عن الأطفال. في السنوات الأخيرة تحولت الحملة الى تقليد شائع تحرص معظم الشركات على المساهمة فيه، وتخصص جزءا من أرباحها لفترة معينة الى تلك الحملة الإنسانية.
قبيل بداية الموعد المحدد يطلق التلفزيون الفنلندي حملة دعائية تحث المواطنين على المشاركة في التبرعات إضافة الى تغطية تلفزيونية خاصة للفعاليات التي تنظم على شرف الحملة. وتتم دعوة مشاهير فنلندا، من سياسيين، فنانين، مثقفين ورجال اعمال إضافة الى شخصيات إعلامية بهدف تحشيد الناس وحثهم على التفاعل الايجابي مع حملة يوم الانف الاحمر.
ان الحملة رسالة تضامن إنسانية من الشعب الفنلندي والشعوب التي تشارك فيها الى الشعوب التي تعاني الازمات بهدف التقليل من الأعباء الملقاة على عاتقهم وتقليل حجم الخسائر والاضرار التي تسبب بها الازمات والحروب.
جمال الخرسان