“روفانيمي” عاصمة الشمال الفنلندي ومدينة بابا نؤيل
بين مدن الدائرة القطبية في الشمال الفنلندي تتمايز مدينة روفانيمي “Rovaniemi” عن غيرها بكونها عاصمة اقليم لابّي، ومعروف عنها انها مدينة جامعية وطبيعتها ساحرة جدا، حيث تتغلغل فيها الانهار والبحيرات وتطوقها الجزر، لكن ما يميز المدينة اضافة لجميع ما تقدم هو كونها مدينة “بابا نؤيل” اذ توجد قرية سياحية كاملة لبابا نؤيل، وله هناك مكتب ثابت يتواجد فيه شخص بابا نؤيل على مدار العام من اجل استقبال الزوار.
ورغم ان جذور روفانيمي قديمة جدا كمنطقة مأهولة بالسكان وفيها حركة تجارية وثقافية وسياحية ملفتة الا ان صفة “المدينة” اطلقت على روفانيمي ابتداءا من العام 1929.
المدينة مقصد سياحي على مدار العام، ففي فصل الصيف تبدو توفر انهارها وبحيراتها اطلالات انيقة ورائعة، وتستقبل اكواخها الصيفية مئات القادمين بحثا عن الهدوء والاسترخاء، وفي فصل الشتاء هناك تستقبل المدينة الباحثين عن متعة التزلج، مشاهدة الشفق القطبي، وفي فصل الخريف تبدو طرقاتها لوحة فنية، فأوراق الشجر تتلون بجميع الالوان.
اما غزلان الرنّة واسطورة بابا نؤيل فيستقبلون السائحين في كل الفصول في قرية بابا نؤيل. هذه القرية التي تعتبر احد اهم معالم المدينة، تضم مكتب بابا نؤيل، هناك يستقبل مئات الزائرين يوميا ويتبادلون معه الهدايا والصور التذكارية، على جدار مكتب بابا نؤيل وحينما يقف القادمون في الطابور قبل ان تصلهم الفرصة يشاهدون صورا تذكارية التقطت له مع مختلف الساسة، الفنانين، الرياضيين وبقية المشاهير. في القرية هناك حديقة لغزلان الرنّة بإمكان السائح التجوال فيها وتقديم الطعام لتلك الحيوانات، هناك متجر يخص كل ما يتعلق بأسطورة بابا نؤيل، هناك حديقة خاصة لكلاب “الهوسكي” الشهيرة، في القرية معالم سياحية مختلفة اخذت من بيئة المكان وابعاد الاسطورة التي يصر الفنلنديون على انها اسطورة فنلندية.
احد اهم معالم روفانيمي هو مركز “Arktikum” للعلوم، اذ بالإضافة لكونه مركزا علميا دوليا يمثل مركز اركتيوم متحفا يضم كل ما يتعلق بثقافة، طبيعة وتاريخ منطقة لابي واقلية اللابيين “السامه” التي تسكن هناك موزعة على فنلندا، روسيا، السويد والنروج.
روفانيمي تخلو من القلاع القديمة، والمباني التاريخية الملفتة والسبب يعود بالدرجة الاولى الى ممارسات الجيش الالماني في الحرب العالمية الثانية، فقبل ان ينسحب الالمان من مدن الشمال الفنلندي دمروا كل ملامح المدينة ولم يبق من مبانيها الا نسبة مئوية بسيطة، لكن الروفانيميين اعدوا العدة، بنوا مدينتهم مرة اخرى، تمسكوا بالحياة والامل وقدموها بحلة انيقة للباحثين عن الاستمتاع والهدوء. وكان للمعماري الفذ آلفار آلتو ” Alvar Aalto” لمسة معمارية ملفتة في المباني الجديدة حينما اعيد بناء المدينة، من بين المباني التي صممها التو مبنى “البلدية”، “قصر لابّي” و “مبنى المكتبة”.
جمال الخرسان