رياضة

ملعب هلسنكي الأولمبي … استضاف اولمبياد 1952 واحتضن العديد من المناسبات الدولية

في شارع “اورهيلو كاتو- شارع الرياضة” وسط هلسنكي وفي منطقة تولو يقف شامخا منذ اكثر من 60 عاما ملعب هلسنكي الاولمبي كأحد المعالم الفنلندية البارزة، والذي يمثل شاهدا تاريخيا على ارادة الفنلنديين في اثبات وجودهم وطي صفحة الحروب من خلال إرساء حقبة زمنية جديدة شعارها الامل الواعد لمستقبل افضل. الملعب الذي صمم خصيصا لاحتضان الالعاب الاولمبية الصيفية بدأ البناء به عام 1934 وافتتح في عام 1938، الفنلنديون وبعد ان اعدو العدة واكملوا بناء الملعب انتظروا طويلا قدوم الدورة الاولمبية اليهم وذلك بسبب ويلات الحروب وما تخلف ورائها من تداعيات. في العام 1952 تحوّل الحلم الفنلندي الى حقيقة، وقدمت الوفود الرياضية الى العاصمة هلسنكي من مختلف ارجاء العالم للمشاركة في دورة الالعاب الاولمبية الصيفية.

الملعب الواقع في منطقة “تولو” وسط هلسنكي قام بتصميمه المهندسان المعماريان الفنلنديان “”Toivo Jäntti و ” Yrjö Lindegren” وفقا للطراز الاولمبي الكلاسيكي “functionalistic” الذي يمتاز بتعدد الاستخدامات  في مجال الرياضة وبالذات فيما يتعلق بالتنوع الذي تتطلبه العاب القوى.

ما يميز أرضية الملعب ليس كونها من العشب الطبيعي فحسب بل اضافة الى ذلك فإنها تحتوي على ميزة اذابة الجليد المتساقط بغزارة شتاءا وبشكل اوتوماتيكي، بحيث يكون الملعب جاهز في أي وقت لإقامة مختلف الاحداث الرياضية ومباريات كرة القدم، خصوصا وان البلدان الاسكندنافية تعيش لأشهر طويلة تحت الصقيع وبدرجات حرارة تصل احيانا الى الاربعين درجة تحت الصفر. للملعب برج يصل ارتفاعه لحوالي 72 مترا، مفتوح امام الزائرين في معظم الاوقات، حيث يمكّن الزائر من مشاهدة ابرز معالم هلسنكي، ويمنحهم اطلالة غاية في الروعة للعاصمة الفنلندية.   

آنذاك وحينما استضاف الملعب الحدث الاولمبي الابرز عام 1952 كان يسع قرابة الـ 70 الف متفرج. ولكن بعد اجراء الترميمات عليه في منتصف التسعينات وكذلك قبيل اقامة بطولة العالم لألعاب القوى عام 2005 خفضت سعته لتصل الى 40 الف متفرج. الاستخدامات الاساسية للملعب هي في المجمل العام للأحداث الرياضية لكن مع ذلك فان الملعب يستضيف بين الحين والاخر العديد من الفعاليات الفنية والثقافية.

في محيط الملعب او في جزء منه جملة من النصب التذكارية، أحد تلك النصب شيد في الذكرى الخمسين على اقامة دورة الالعاب الاولمبية عام 1952، العداء الفنلندي العالمي الشهير ” بافو نورمي” صاحب الرقم القياسي في الحصول على احد عشر ميدالية في الالعاب الاولمبية، حاضر هناك بأكثر من نصب تذكاري. الى جوار الملعب شيدت العديد من المنشآت الرياضية من ملاعب ثانوية لكرة القدم، اضافة الى مسبح أولمبي، ناهيك عن متحف للرياضة الفنلندية افتتح منذ عام 1943، ومحيط انيق من المساحات الخضراء.

ملعب هلسنكي الاولمبي يعتبر الملعب الرئيسي الذي يحتضن مباريات المنتخب الفنلندي الاول لكرة القدم، وبالإضافة لاحتضانه الدورة الصيفية للألعاب الاولمبية عام 1952 فان الملعب استضاف العديد من المناسبات الدولية من ابرزها: بطولة العالم لألعاب الساحة والميدان عام 1983، بطولة العالم لألعاب الساحة والميدان عام 2005، مباريات نهائية بكرة القدم في اطار بعض البطولات الاوروبية عام 1971 وعام 1994، لعبت فيه العديد من النهائيات للبطولات المحلية او الاوروبية والدولية. قبل فترة احتفل الفنلنديون بمرور الذكرى الستين على افتتاحه ويتوافدون عليه باعتباره ارثا تاريخيا وشاهدا حيا على العديد من إنجازاتهم التي تحققت فيه.

هلسنكي- جمال الخرسان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى