اقتصاد

ورثة اشهر شركات المصاعد في العالم والانتقام الايجابي

 

 

ان لم تكن شركة كونه KONE هي الاولى عالميا في مجال صناعة المصاعد والسلالم الكهربائية فهي بلا شك من اهم الشركات عالميا الرائدة في هذا المجال، للشركة حضور بارز في اهم واكثر المباني المنتشرة على طول وعرض الكرة الارضية. محبو السفر والتنقل يعرفون ذلك جيدا فالفنادق والاسواق التجارية الكبيرة تستخدم منتجات تلك الشركة بشكل كبير. مكاتب الشركة التي تتجاوز العشرة آلاف مكتب موزعة على 60 بلدا تدير قرابة 50 الف عامل.

الشركة تاسست عام 1910 في هلسنكي من قبل عائلة فنلندية، لم تكن الشركة مختصة في مجال المصاعد بل كانت تصنع الاجهزة الكهربائية والاليات الثقيلة المستخدمة في الموانيء، اضافة الى تصنيع الرافعات.

 

وكما هي عادة الشركات الفنلندية الكبرى اخذت الشركة على عاتقها دفع جزء مهم من تعويضات الحرب العالمية الثانية التي فرضتها الامم المتحدة على فنلندا لصالح الاتحاد السوفيتي، الشركة كانت تدفع التعويضات من خلال تصدير منتجاتها للاتحاد السوفيتي، الشركات التي ساهمت بالتكفل بجزء من التعويضات ورفعت جزءا من العبء عن الدولة تسجل ذلك منجزا وطنيا في تاريخها ويعتز الشعب الفنلندي بذلك كثيرا.

في النصف الثاني للقرن العشرين اخذت الشركة تنتشر عالميا ثم لاحقا اخذت تتخصص بالدرجة الاولى في مجال تصنيع وتطوير المصاعد والسلالم الكهربائية.

للمجموعة التجارية الكبرى اذرع مختلفة ولها معهد خاص يقوم بتاهيل وتدريب الكوادر من اجل العمل في فروع الشركة بمختلف الاختصاصات.

اعتزازا بتجربة بعض الشركات الفنلندية كان الزعماء الفنلنديون ينظمون زيارات خاصة للدبلوماسيين الكبار ورؤساء الدول الى مصانع تلك الشركات، في ارشيف شركة كونه يبدو الرئيس الفنلندي اورهو كيكونن الى جنب الرئيس التونسي الحبيب بورقيبه برفقة مسؤول الشركة اثناء القيام بجولة لاحد مصانع تلك الشركة عام 1963.

مما يلفت النظر حول شركة كونه، احد اذرع الشركة ” kone säätiö” وهي مؤسسة ابحاث تاسست عام 1956 تقوم بتمويل الابحاث العلمية في مجالات مختلفة وتهدف الى تقريب الفجوة بين النظري والعملي في اي مجال. الظريف ان تاسيس تلك المؤسسة يعود لخلاف عائلي حول تقسيم التركة، وذلك لان الاب المؤسس وانطلاقات من حساباته التجارية قام بتقسيم فروع وشركات المجموعة على مجموعتين، مجموعة اخذت الشركات الاهم ومجموعة حصلت على الشركات الاقل اهمية، المجموعة الثانية شعرت بالاحباط وقررت الانتقام من المجموعة الاولى وكان الانتقام هو اجبار اصحاب الشركات الاهم بتاسيس ذراع للشركة يقوم بدعم الابحاث العلمية التي لا ترتبط بمجال المجموعة التجارية تشجيعا للبحث العلمي. وهكذا تحوّل تحول خلاف عائلي لورثة مؤسس الشركة الى نتيجة مثمرة ساهمت بدعم عدد كبير من الباحثين وقدمت جهدا علميا يستحق الاشادة.

جمال الخرسان

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى