سياسة

مجلس بلدان البلطيق منتدى تشاوري مهم لكنه لازال بحاجة الى فاعلية اكبر

 

 

 

بعد سقوط الاتحاد السوفيتي مطلع العقد التسعيني بدأت مرحلة جديدة من التعاون بين بلدان منطقة شمال اوروبا، ذوبان الجليد، وتراجع سقف الحساسيات السياسية التي تولدت على خلفية الحرب الباردة، ساهم في فتح الكثير من ابواب التعاون بين بلدان تلك المنطقة، وفي هذا تأتي ولادة سلسلة من المؤسسات الجيوساسية في منطقة بحر البلطيق، والدائرة القطبية، كما هو الحال مع مجلس بلدان الدائرة القطبية الذي تأسس عام 1996 وقبله ايضا مجلس بلدان البلطيق “Council of the Baltic Sea States”، الذي تأسس في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن في آذار عام 1992، وهكذا العديد من المنتديات السياسية ومنظومات العمل الجماعي.

 

تأسس المجلس بهدف مزيد من التعاون والتنسيق بين اعضائه في اطار تسريع وتيرة النشاط الاقتصادي، وكذلك ايضا تنسيق المواقف الدولية حول العديد من القضايا السياسية والبيئية. ضم مجلس بحر البلطيق عضوية احدى عشرة دولة، هي ألمانيا، النرويج، روسيا، الدنمارك، لاتفيا، لتوانيا، استونيا، بولندا، فنلندا، السويد وأيسلندا، وهي البلدان المشاطئة للبلطيق باستثناء النروج وايسلندا. اضافة الى مجموعة من البلدان والمؤسسات الدولية التي تشارك في اجتماعات المجلس بصفة مراقب مثل بريطانيا، امريكا، ايطاليا، هولندا واوكرانيا.

 

الاجتماعات الدورية للمجلس تعقد على مستوى وزراء الخارجية، وبين الحين والاخر تعقد قمم للأعضاء على مستوى الزعماء، يترأس المجلس احد الاعضاء لمدة عام واحد ثم تنتقل الرئاسة لعضو آخر.

 

مجلس بلدان البلطيق اطار تشاوري يجمع بلدان المنطقة على طاولة واحدة ويساهم في تذليل العقبات كما حصل مثلا مع خط الشمال وهو انبوب الغاز الروسي الممتد من روسيا الى المانيا عبر قاع البلطيق، حيث واجه رفضا في بداية الامر، من قبل بعض بلدان المنطقة ولكن المشاورات السياسية بين مختلف الاطراف ساهمت في امضاء المشروع. لكن رغم اهمية مجلس بحر البلطيق فانه مثلا لا يرتقي سقف التعاون فيه الى اطار وثيق جدا وهو مجلس بلدان الشمال، الذي تأسس في الخمسينات من القرن الماضي وضم السويد، فنلندا، النروج، الدانمارك وايسلندا بالإضافة الى الجزر الواقعة تحت سيادة احدى البلدان المتقدمة، فان ذلك المجلس ابدى انسجام كبير جدا في مواقفه على مدى ستين عاما من العمل المشترك، اسفرت عن قرارات مهمة.

 

جمال الخرسان

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى