تفننت بلدان العالم في استحداث مرافق سياحية متنوعة جدا من اجل جذب السياح وتوفير فرص العمل، وبين الحين والاخر يستحدث مشروع سياحي تتوفر فيه عناصر الاثارة والتشويق، لكن المفاجئ والغريب ان تتحول المقابر الى مشاريع سياحية تستقطب الزائرين وتدر الارباح! ينطبق ذلك التوصيف على مقبرة “هيتانيمي” المعلم السياحي الانيق جدا، حيث تقام فيه جولة سياحية اسبوعية مع مرشد سياحي، يقود السواح في جولة مطولة على اجزاء المقبرة الخمسة، ويلفت نظر السائحين الى اشهر المقابر فيها من حيث الشكل والتصميم، او من حيث شهرة اصحابها، اذ يرقد فيها رؤساء دولة، ضباط كبار، ادباء، علماء في مختلف الاختصاصات، فنانون، تجار وطبقات اجتماعية مختلفة. ومن اهم الشخصيات المدفونة في تلك المقبرة الرحالة والمستشرق الفنلندي جورج اوغست والّين الذي قام بسلسلة زيارات الى المنطقة العربية بما في ذلك العراق في منتصف القرن التاسع عشر، قبر والين هو القبر الوحيد الذي كتب عليه باللغة العربية “عبد الوالي” وهو الاسم العربي لجورج اوغست والين.

في تلك المقبرة ثلاثة آلاف جندي ممن سقطوا في حرب الشتاء، وفي شمال فنلندا “حرب لابي”، اضافة الى ذلك تضم سبعمائة قبر جندي مجهول، وفيها ايضا 121 جندي الماني ممن قدموا في الحرب العالمية الثانية الى فنلندا.

على مقربة من مقبرة هيتانيمي هناك مقبرة للمسلمين، واخرى لليهود اضافة الى مقبرة للكنيسة الأرثوذوكسية.

صيفا فإن مقبرة هيتانيمي معلم سياحي في العاصمة هلسنكي، قبوره مشيدة بتصاميم فنية مثيرة جدا ومحاطة من جميع اجزائها بالاشجار والورود. يعود تاريخ تأسيس المقبرة الى العام 1829، حيث صممها آنذاك المعماري ويرف فينك، بتمويل من رجل الاعمال فيودور كيسلف.

جمال الخرسان