البروفيسور الفنلندي هانو يوسولا عن زيارته للعراق: بحثنا آليات التعاون في مجال البحث العلمي وامكانية تبادل البعثات العلمية والدراسية بين الجانبين
ولد عام 1963 في مدينة روفانيمي “مدينة بابا نوئيل” الواقعة شمال شرق فنلندا، درس الفلسفلة واللاهوت في جامعة هلسنكي، حاصل على درجة بروفيسور في الدرسات الشرقية، ويترأس حاليا قسم اللغات والثقافات السامية في جامعة هلسنكي، عمل مديرا في المعهد الثقافي الفنلندي في دمشق قرابة الثلاث سنوات. يعمل ناشطا ايضا في “جمعية فنلندا للثقافات الشرقية-Suomen Itämainen Seura”. متخصص في الشأن العربي ويظهر متحدثا عنه في كثير من الاحيان بوسائل الاعلام المحلية، انه البروفسور “هانو يوسولا – Hannu juusola” الذي قام مؤخرا بزيارة الى العراق برفقة وفد فنلندي اكاديمي ضم كوادر من وزارة الصحة الفنلندية متخصصين في تنقية المياه، واساتذة في جامعة هلسنكي.
زرناه في مكتبه بجامعة هلسنكي واجاب البرفيسور هانو حينما سألناه عن طبيعة الزيارة قائلا: “زرنا العراق قبل ايام برفقة فريق فنلندي من مختلف المؤسسات الاكاديمية بهدف فتح آفاق جديدة بين الجانبين على الصعيد الثقافي، العلمي والتجاري وخصوصا في مجال الصحة وتنقية المياه والوقاية من الامراض السرطانية عند الاطفال حيث كان الجزء الاكبر من الوفد مهتم بهذا الجانب. الزيارة كانت ناجحة الى حد كبير باعتبارها الزيارة الاولى وهي باكورة تعاون جديد ومهم، لكنها بحاجة الى استمرار ومتابعة، لا يمكن باسبوع واحد ان نصنع المستحيل لكن البداية كانت مشجعة جدا”. ويؤكد البرفيسور هانو مرة اخرى على نجاح الزيارة حيث يقول:”كانت سفرة ناجحة وممتعة بالنسبة لي ولزملائي، فتحت امامنا افاق عمل جديدة، شخصيا لاول مرة اذهب للعراق رغم اني عشت طويلا في الشرق الاوسط خصوصا في دمشق حيث عملت مديرا للمعهد الثقافي الفنلندي في الشرق الاوسط، لقد زرنا محافظة ذي قار وزرنا فيها العديد من المسؤولين هناك اضافة الى سلسلة من الزيارات للمسؤولين والشخصيات المهمة في محافظة النجف”. وعن التعاون بين المؤسسات العلمية الفنلندية والجامعات العراقية اجاب البروفيسور هانو يوسولا “لقد قمنا بزيارة لجامعتي ذي قار والكوفة وبحثنا آليات التعاون في مجال البحث العلمي وامكانية تبادل البعثات العلمية والدراسية بين الجانبين.. ومن المفترض ان يقوم بزيارة الى فنلندا وفد من تلك الجامعتين في هذا العام”.
وعن امكانية افتتاح معهد ثقافي فنلندي في العراق على غرار المعهد الثقافي الفنلندي في دمشق قال: “نأمل ان يفتتح معهد فنلندي ثقافي في العراق، رغم ان المعهد الفنلندي في دمشق ايضا كان يغطّي المنطقة بما في ذلك العراق، لكن إن سارت الامور وفق ما ينبغي وافتتحت سفارة فنلندية ذلك يساعدنا كثيرا و يمكن ان نسير بهذا الجانب. خصوصا وان جامعة هلسنكي لديها باع طويل ونشاط مهم جدا في مجال الدرسات الشرقية، والعراق جزء مهم على هذا الصعيد. وبالطبع فإن مقترحات من هذا النوع تخدم بقية المنظمات والمؤسسات الفنلندية المعنية بهذا الشأن. ان الجانب الثقافي والمعرفي يؤثر كثيرا في العلاقات بين البلدين بشكل عام ولنا تجربة في دمشق”.
“تنمية العلاقات واعادتها لعهدها الذهبي له مستلزمات كثيرة منها افتتاح السفارة الفنلندية، وقضايا الامن والاستقرار. لكن لابد من القول بأن المناطق التي زرناها في وسط وجنوب العراق كانت آمنة الى حد كبير، ولم تكن كما نقرأ عنها في الاعلام. كنا نتحرك من مكان لآخر بشكل طبيعي. الجنوب العراقي هاديء جدا. نأمل في المستقبل القريب بزيارة اخرى لمتابعة الكثير من الامور التي اتفقنا عليها مبدئيا”. هكذا اجاب البرفيسور هانو يوسولا (الذي تزّين مكتبه لوحات وتحفيات من العراق) على سؤالنا الاخير له حول السبل الكفيلة بإعادة العلاقات العراقية الفنلندية الى سابق عهدها وتطويرها بما يخدم الجانبين.
جمال الخرسان