سياسة

الجنرال مانّرهايم احد ركائز التاريخ السياسي الفنلندي

 

 

مع الهيبة والاحترام الكبير الذي تحظى به شخصية الجنرال والرئيس الفنلندي السادس كارل جوستاف مانّرهايم المعروف بـ “Mannerheim” بين الفنلنديين، بحيث شيد له وسط هلسنكي تمثالا مهيبا وهو يمتطي الحصان في بزته العسكرية الكاملة، وباسمه سميت عشرات الشوارع في مختلف المدن الفنلندية ويحظى بأوسمة شرف من قبل البرلمان لم تمنح لغيره الا ان نظرة الاحترام تلك لا تمنع وجود شريحة فنلندية تعتقد ان مانّرهايم شخصية دموية ادخل فنلندا في مطبات التحالفات الدولية العسكرية مما جعلها تدفع الثمن غاليا خصوصا في الحرب العالمية الثانية بعدما خسرت المانيا وحلفائها الحرب، وتكفلت البلدان الخاسرة بدفع تعويضات باهظة جدا للمنتصرين وهكذا كان حال فنلندا حيث كانت تدفع التعويضات طيلة عشرات السنين  للاتحاد السوفيتي، وقبل ذلك ارتكب برفقة الجيش الابيض مجازر بحق الجيش الاحمر في الحرب الاهلية الفنلندية عام 1918 بعد اشهر من استقلال فنلندا.

هذه الخطيئة التي يتحملها الساسة الفنلنديون ومنهم الجنرال مانرهايم تغاضى عنها الفنلنديون حينما نظروا الى تاريخ الرجل في حرب الشتاء ضد روسيا 1939-1940 ستطاع الجيش الفنلندي ايقاع خسائر كبرى بجيش الاتحاد السوفيتي، مانرهايم كان قياديا للجيش في تلك الفترة وعد احد ابرز ذلك الانتصار. البرلمان الفنلندي منحه عام 1942 رتبة مارشال، وهو الوحيد الذي حصل على تلك الرتبة من البرلمان، تثمينا لدوره الاستثنائي في تلك الحرب.

ولد مانرهايم الذي ينحدر من الاقلية السويدية لعائلة سياسية تسكن في مدينة اسكاينن الواقعة جنوب غرب فنلندا عام 1867. مانرهايم تعلم الفنلندية لاحقا وخصوصا في مرحلة ما بعد الاستقلال. في طفولته كان مشاكسا وطرد من المدرسة مرات عديدة. كان شغوفا بان يحصل على رتب عسكرية عليا، حاول يلتحق بمدرسة عسكرية مهمة في بيتري لكن يتم رفضه بين الحين والاخر. رغم ذلك فانه عمل في الجيش الروسي 1887-1918. ثم لاحقا كان القيادي الاول في الجيش الفنلندي ابتداءا من الثلاثينات وحتى العام 1945. كما اصبح رئيسا لجمهورية فنلندا من عام 1944 وحتى 1946.

الجنرال الذي شارك في الحروب الفنلندية الاربعة “الحرب الاهلية، حرب الشتاء، حرب الاستمرار، حرب الشمال” أسس في النصف الاول للقرن العشرين جمعية او رابطة مانرهايم لرعاية الطفولة “Mannerheimin Lastensuojeluliito” المعروفة اختصارات بـ ” Mll” والتي لازالت عاملة حتى اليوم، كما ترأّس الصليب الاحمر الفنلندي في العشرينات.

عام 1946 ساءت حالته الصحية فتقدم باستقالته كرئيس وقبلها تخلى عن صلاحياته معظمها لرئيس الوزراء وانتقل الى سويسرا للعلاج، تنقّل بين سويسرا، فنلندا والسويد. قبل وفاته حرص على تدوين مذكراته في جزئين. عام 1915 توفي في سويسرا وقام الرئيس الفنلندي آنذاك بإعلان الوفاة في بيان رسمي عبر وسائل الاعلام.

جمال الخرسان

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى