سياسة

الصراع السويدي الروسي على فنلندا قبل الاستقلال

 

منذ الف عام اخذت تتجمع شيئا فشيئا تجمعات بشرية مهاجرة من هنا وهناك شكلت نواة الامة الفنلندية بالقرب من بحر البطليق في ظل ظروف مناخية غاية في الاختلاف بين شتاء قاس مظلم تختفي فيه الشمس قرابة الخمسين يوما وبين طبيعة خلابة خضراء من البحيرات والغابات والخضرة التي تحيط كل شيء. لكن القدر خبّأ الكثير من المفاجئات لهذه الرقعة الجغرافية التي تسترخي بهدوء على ضفاف بحر البطليق، ومن سوء حظ من سكونها انهم وقعوا بين فكي كماشة، صراع التوسع والنفوذ بين المملكة السويدية وبين الامبراطورية الروسية .. نفوذ يتمثل تارة في صراع الكنيسة الكاثوليكية ضد الكنيسة الارثوذكسية واحيانا اخرى يتمثل في طموح الملوك والقياصرة وهوسهم في التمدد حيثما هناك ارض وسماء. وحينما افل نجم المملكة السويدية دخلت على الخط المانيا بكل ما اثارته للجدل طيلة الخمسينية الاولى للقرن الماضي.

منذ بداية القرن الحادي عشر وحينما كان يعيش في فنلندا آنذاك اللابيون او شعب السامي بالاضافة الى خليط من المهاجرين من البيئة المحيطة والفايكنغ بدأت الصراعات بين الدولتين الكبيرتين اللتين تتنازعان على  فنلندا تاخذ شكلا أخر. حين تندلع الحرب ويشتد الوطيس، وحين اخر تعلو لغة السلام والتهدئة، اما بهدنة او معاهدة صلح او ماشابه ذلك. واستمر الحال على هذا المنوال حتى استقلت فنلندا عام 1917.

المملكة السويدية بسطت نفوذها في فنلندا منذ القرن الحادي عشر لاكثر من ستمائة عام واصبحت اللغة السويدية هي اللغة الاولى في فنلندا، حتى عام 1808 حينما قوت شوكة روسيا فمالت الكفة لهم في المعارك التي خاضوها في فنلندا مع الجانب السويدي ونتيجة أيضا لانشغال السويد بنزاعات استنزافية اخرى مما ادى الى توقيع الجانبين معاهدة هامينا بتاريخ 17/12/1809 التي تنازلت السويد بموجبها عن كل فنلندا إلى الامبراطورية الروسية. وأصبحت فنلندا دوقية مستقلة يحكمها القيصر باعتباره الدوق الأعلى. وهامينا هي مدينة فنلندية تقع في جنوب شرق البلاد.

جمال الخرسان

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى