منوعات

القناص الفذ او “الموت الابيض”

 

 

 

في الذكرى الخامسة والسبعين على مرور حرب الشتاء الاخيرة التي حصلت بين الاتحاد السوفيتي وجمهورية فنلندا للفترة 1939-1940 تفتح هذه الايام العديد من الملفات المتعلقة بتلك الحرب، خصوصا وان مرور ثلاثة ارباع القرن على الحرب تزامن مع تشنج غير مسبوق بين روسيا وبين جيرانها الاوروبيين على خلفية الازمة الاوكرانية.

من اهم ملامح تلك الحرب وعلاماتها الفارقة بروز الفنلندي سیمو هاوها “Simo Häyhä”، كأبرز قناص في التاريخ، إذ استطاع هاوها ان يرفع الروح المعنوية بين صفوف الجيش الفنلندي وعلى العكس بث روح الانهزام والخوف عند جنود الطرف الاخر، وذلك من خلال الاداء المميز الذي تمتع به حينما كان يستخدم القناص، المؤكد انه اسقط ببندقيته الخاصة “M28″ ما لا يقل عن 500 ضحية، وهناك من يرفع الرقم الى حوالي 700 جندي، ولذلك لقبه الجيش الاحمر حينها  بـ”الموت الابيض”.

كان يتحمل ذلك القناص المحترف قساوة الطقس التي تصل في تلك المناطق الى 40 درجة تحت الصفر، خصوصا وان فصل الشتاء في تلك الفترة كان من اقسى الشتاءات التي مرت، كان يتخفى بين الصقيع ويتحرك بلباسه الابيض الذي يساعده كثيرا على التمويه والتخفي بكساء الطبيعة الشتوية لدولة قطبية.

من خصوصيات القناص هاوها انه لا يفضل استخدام منظار القناص، بل يعتمد على قوة عينيه، ما سهل عليه عملية التخفي لان ضوء الشمس المتوهج على الصقيع المتلألئ ربما ينعكس في المنظار مما يؤدي الى كشف موقعه بسهولة.

ذلك الشبح الابيض بقي يقاتل في صفوف الجيش الفنلندي في تلك الحب اكثر من ثلاثة اشهر، وفي السادس من آذار عام 1940 اصيب في احدى المواجهات في وجهه اصابة قاتلة افقدته وعيه ولم يستعد وعيه الا بعد نهاية الحرب، بقي هاوها شاهدا على تلك الحرب حتى الاول من نيسان عام 2002 حيث فارق الحياة.

 

جمال الخرسان

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى